مغاربة الخارج ليسوا في حاجة لدروس بل في حاجة لحقوق

المبادرة التي اتخدها مجلس الجالية التي همت بالخصوص موضوع ” تقصير الإعلام المغربي في التعاطي مع ملفات الهجرة ” مجهود يستحق التنويه لما له من أهمية كبيرة في حياة الجاليات المغربية في الخارج , لكن أفضل تجاوز المسائل الأكاديمية من مواضيع وبرامج خاصة في مجال الإعلام لكون ما يُدرس لا وجود له على أرض الواقع فالصحافيون الذي يمارسون مهنتهم يرتبطون بالخط التحريري لمنشآتهم الإعلامية وليس لهم الحق في الإجتهاد إلا ناذرا (…)
فالمنشآت الصحفية الحزبية جميع صحفييها يرتبطون برئيس تحريرهم الذي يعين من قبل المكتب السياسي وكم من صحفي لم يستطع قول كلمة ” لا ” لأن الجريدة ناطقة بلسان حال حزبها داخل الأغلبية وكم من صحفي لم يستطع قول كلمة ” نعم ” لكون صحافته تنتمي للمعارضة وكم من صحفي مستقل يمسك العصا من الوسط لهذا فالدروس التي تلقن داخل المعاهد ليس لها أثر داخل الحياة العملية ويبقى عامل واحد قد يخدم المبادرة التي أشرف عليها مجلس الجالية في شخص الدكتور عبد الله بوصوف هو الإنتقال من الداخل إلى الخارج والعمل مع الصحافة المهاجرة مباشرة بإحداث مركز إعلامي مغربي للتواصل ينسق مع القطب العمومي ووكالة المغرب العربي للأنباء ويتوج بشبكة من الصحفيين المغاربة في العالم من أجل ترويج المعلومة وطرح قضايا مغاربة الخارج من داخل دول الإستقبال خاصة أن الصحافة المهاجرة أدرى بمشاكل المهاجرين .
فالتقصير الإعلامي في ملف الهجرة يعود بالدرجة الأولى للسياسات العمومية التي لم تضع نصب أعينها أهمية لمغاربة الخارج ويتضح الأمر في الخسوف الحكومي والكسوف الحزبي وتقصير مجلس الجالية والمؤسسات الأخرى بشأن قضايا المهاجرين وبطريقة عادلة فبخصوص مغاربة أمريكا مثلا لحقهم حيف التواصل مع المسؤولين ولم يقدم لهم أي دعم ثقافي ولا تشجيع في تدريس اللغة العربية ولا إيفاد علماء الدين ولا بناء لمساجد مغربية ولا موائد مستديرة تناقش المشاكل العالقة , فمغاربة أمريكا أغلب أنشطتهم تمول بمجهودات فردية خاصة الندوات واللقاءات التي تهم قضية الصحراء المغربية بما فيها الوقفات الإحتجاجية أمام سفارة الجزائر وكل ما من شأنه يحارب أطروحة الإنفصال (…) فحين أن الدعم المالي يشمل لوبيينغ لا يقدم شيئا غير استنزافه للملايير .
فالعلاقة الإعلامية بين الصحفيين المغاربة في أمريكا والإعلام المغربي في الداخل شبه منعدمة لكون القطب العمومي يوظف أجانب في التغطيات والمراسلات والبرامج الخاصة بمغاربة الخارج والنقابة الوطنية لا تفتح المجال للصحفيين المهاجرين المشاركة في المسابقة الوطنية الكبرى من خلال دول الإستقبال وتحصر المشاركة بالبطاقة الوطنية للصحافة المهنية ونشر مقال المشاركة بإحدى الجرائد الوطنية وكلها معيقات لا تساهم في بناء جسر التواصل وإخباريا تكتفي بما تجيده صحافة وكالة المغرب العربي للأنباء وبعض المراسلات في إطار المحسوبية .
نتمنى لمجلس الجالية أن ينفتح أكثر ويعيد برمجته في شكله الطبيعي الذي يخدم الصالح العام سواء إعلاميا أم جمعويا وألا ينحصر على أسماء دون أخرى ويعمم مشاركاته وشراكته مع الجميع في إطار التناوب ليستفيد أكبر عدد ممكن …

حسن أبوعقيل – صحفي