ها اللي قلنا على مبادرة الأحزاب للسويد ..
سبحان الله أن بعض المسؤولين السياسيين لا يقرءون الدروس , ولا يلعبون السطرنج لكون العقل لديهم منحصر في الظهور أمام الكاميرات وجمع الصور في الداخل والخارج ويبقى هدفهم التباهي دون الوقاية من حوادث المستقبل كما هو حال الوفود المغربية التي طارت إلى السويد لمعالجة واقع العلاقات المغربية السويدية بعد تلويح الأخيرة بالإعتراف بالجمهورية الصحراوية إنطلاقا من الحدث البارز داخل الأمم المتحدة في ذكرى 70 على تأسيسها .
فمباشرة بعد الإعلان عن مبادرة الأحزاب التسعة وجهنا خطابا للمسؤولين عن هذه المبادرة لتحويلها من السويد إلى النرويج والدانمارك وإيسلاندا وفيلاندا وإقناع برلماناتها بأهمية الحكم الذاتي كحل نهائي لارابح ولا خاسر فيه (…) لكن مع كامل الأسف أن الإصرار والآدان الصماء على غرار مسيرة ” التطنيش ” التي اعتدنا عليها وخروج إعلامي مكثف للوفود المغربية والتأكيد على حياد السويد من القضية واستبعادها الإعتراف بالجمهورية الصحراوية قادنا كصحفيين من التدقيق ومتابعة ما يجري من داخل البرلمان السويدي الذي احتضن ندوة أميناتو حيدر المنظمة من قبل أحزاب الإئتلاف ومؤسسة أولف بالم ومنظمة إيماوس تحت شعار ” الصحراء الغربية 40 سنة من الإحتلال ” ظهرت خلالها الناشطة الصحراوية كنجم يلتف من حولها السياسيون والمثقفون والصحافيون بعد كلمتها التي ركزت على أن المغرب دولة استعمارية وطالبت ” حيدر ” الحضور ودولة السويد الإعتراف بالجمهورية الصحراوية …
فمن جانبه أكد الحزب الإشتراكي الحاكم على لسان كينيثي فورسلند أن جميع الأحزاب على سيرة الإعتراف بالجمهورية الصحراوية غير أن التريث سيد الموقف في انتظار ما سيعلن عنه سفير ليبيا وتونس في قراره بعد التدقيق والبحث المعمق في ملف الصحراء والمسألة مسألة وقت فقط ولو بعد حين .
الدرس الذي علينا أن نتعلمه هو المعاملة بالمثل مهما كانت النتائج فالدول التي تحترمنا نحترمها والدول التي ندخل ترابها بتأشيرات عليها أن تدخل التراب المغربي بالتأشيرات فلا وجود للإستثناء مهما اشتدت العلاقات , والتاريخ يشهد أن الدول التي نعاملها بكل احترام وكرم هي البادية في نصرة أعدائنا وعرقلة مسيرتنا والمس باستثنائنا ومحاولة التشويه بسمعتنا والنيل منا (…)
اليوم نحن مطالبون بتغيير طريقة معاملاتنا وسياستنا ودبلوماسيتنا وعلينا الإشتغال وإعطاء الأولويات الأهمية الكافية وعلى البرلمان والأحزاب والحكومة أن تخدم ملف الصحراء قبل أي ملف عالق وأن تعطي كل الدعم للمغاربة سواء في الداخل أو الخارج لإنجاح أي مشروع يعرف بمغربية الصحراء وإقناع الشعوب بدور المغرب من خلال مقترح الحكم الذاتي .
حث الإعلام المغربي بجميع مكوناته والصحافة المستقلة أن تضع أبرز العناوين عن قضية الصحراء المغربية مع المستجدات والقرارات الأممية والسماح للمحللين السياسيين الظهور إعلاميا وإبراز آرائهم ومقترحاتهم بكل شفافية ودعم جهود مغاربة الخارج من خلال أنشطة مكثفة طيلة السنة والقطع مع المحسوبية والزبونية الحزبية والعلاقات مع مجلس الجالية والوزارة المكلفة بالجالية ودون هذه الأمور سنبقى في حلقة مفرغة ولايمكن لأولاد الناس السباحة في الماء العكر وليتحمل كل مسؤوليته .
حسن أبوعقيل – صحفي