كان لنا السبق في إعطاء الصورة الحقيقية للإتحاد الإفريقي وموقفه الداعم للإنفصاليين , وطالبنا وزارة الخارجية لإعادة حساباتها مع دول حمالة كثير من الأوجه وقلنا أنها دول لا تستحق التقة ولا الكرم الحاتمي (…) وفي حوار مع أحد الدبلوماسيين أكد لنا بأن مواقفنا بعيدة عن السياسة فشاء القدر اليوم أن أجيبه بكل اعتزاز من خلال موقف الإتحاد الإفريقي داخل الأمم المتحدة وهم يطالبون المغرب بإجراء استفتاء في أقاليمه الجنوبية بمعنى أن كل المساعي الدبلوماسية التي كان يتوقعها هذا المسؤول كانت في طريق مسدود كما توقعنا منذ سنين وأعوام … لكن مثل هذا الإلحاح والإصرار كان مضيعة للوقت وللقرارات المبنية على صورة مغلوطة واليوم نكتشف أنهم كانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعا لهذا فقد حان الأوان للإستماع والإنصات بدلا من ربطة العنق والخرجات الإعلامية الواهية التي تصب في مصلحة طرف الإنفصال ويستغلها لكسب العطف واستقطاب الدول الداعمة لموقف جبهة البوليساريو .
غيرتنا على وحدتنا الترابية , وحبنا لوطننا هو الدافع الوحيد لسبب هذا الإنتقاد الذي نسعى من ورائه تقويض الإعوجاج والزيغ الحاصل في عجلة الديبلوماسية وسياستها تجاه ملف الصحراء المغربية … فكل الإخفاقات التي واكبت مسيرة إيجاد الحلول كادت أن تؤدي لكوارث شتى لولا حكمة جلالة الملك محمد السادس نصره الله والتدخل مباشرة كما هو حال المسودة الأمريكية التي طالبت بفسح المجال للمينورسو مراقبة حقوق الإنسان في أقاليمنا الجنوبية ونهجه – الملك – شخصيا للتعاون جنوب – جنوب سياسة اختراق للدول الإفريقية وأصبح حاضرا من خلال العديد من القطاعات من بنوك وطيران وقطاعات خاصة متنوعة واشتثمار مغربي متنته إمارة المؤمنين بدبلوماسية دينية للحد من آفة الإرهاب والتخفيف من زيادته , فما هو دور اللوبينغ الضاغط الذي يستنزف ملايير من خزينة البلاد ومن أموال دافعي الضرائب دون محاسبته وقضية الصحراء بلغت 40 عاما فماذا حققه اللوبينغ ومغاربة الخارج من يتصدون للعدو ولإعداء الوحدة الترابية وبدون ثمن وحققوا نتائج مهمة عبر القارات الخمس مستقطبين شخصيات سياسية ومدنية لدعم المقترح المغربي كحل نهائي …
حان للدبلوماسية المغربية أن تغير من سياستها , فمادام المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها والشعب مجمع على وحدته الترابية فلا يهمنا الإتحاد الإفريقي ولا غيره لكن الضرورة تحتم على الدبلوماسية التعامل مع جنوب إفريقيا ونيجيرا والجزائر بحذر باعتبارهم الدول القائدة للإتحاد الإفريقي ولو كانت جبهة البوليساريو مدعمة من قبل 22 دولة فقط من مجموع 55 بلد لكنها تعتبر دولة داخل الإتحاد وهنا تلعب المصالح مادام المغرب خارج الإتحاد , فاستماتتنا أولى من أن نوزع الحليب والتمر على من يلعب على حبلين ويضعنا أمام المحافل الدولية وكأننا دولة استعمار وإقطاع .
حسن أبوعقيل – صحفي