والله يشهد أن هؤلاء المنشآت أو الحوانيت التي تبيع الكلام باسم السياسة , راها غير كتخرف ليس بجعبتها أي طعم سياسي ولون إيديلوجي غير التنقيب عن المصالح الشخصية والحقائب الوزارية والمشاريع الأسرية والعائلية … فما نشاهده من خرجات لبعض الأمناء ونوابهم لا يقل عن استثمار في الإنتخابات سواء على مستوى الجماعات المحلية أو البرلمان والظفر بكراسي وزارية وضمان تقاعد مريح مادامت فصول دستورية تبقى جامدة لا تكرس في الواقع كما هو حال الفصل الأول فأين المحاسبة ؟
لماذا قلنا التخراف ؟ لأن واقع الكثير من الأحزاب تأسست من أجل لا شيئ كما هو حال ” نضيغ المسكة ” والمشكل العويص أن المنخرط بمجرد ما يوقع على الإنتماء يعتبر نفسه ” المناضل ” “الرفيق ” ومسميات تضحك وتبكي في نفس الوقت والله مساكين .
فالعار كل العار أن بعد 50 عاما والحال على ما عليه والحكومات على سياستها وبعض المواطنين يصدقون ” التخراف السياسي ” والإنتخابات والتسيير والتدبير فالحقيقة أبانت لا وجود لتيار إسلامي ولا للعلماني ولا ليبرالي فكل ما في الأمر كلمات سميتموها بغية التمويه و تجميد الأمة على ما هي عليه (…) فنفس أراء المحللين السياسيين والأكاديميين وأساتذة القانون السياسي أراءهم هي نفسها منذ السبعينات أي لا جديد في الساحة غير هذا الإنفتاح المتسيب وجزء من الإرادة الملكية في التغيير ومواكبة العالم الجديد الذي لمسناه في العشرية الأخيرة .
أعرف جيدا بأن هذه الكتابة لا تروق الأمناء اللي فاض عليهم خيرالبلد بمعية أعضاء المكتب السياسي , وأعرف جيدا أنهم يلوكون بألسنتهم ويسبون سرا لأنهم يعرفون أنفسهم أن كلامي حقيقي وأنهم يقومون بنفس الدور والمدرسة التي تربوا فيها وأسلافهم منذ كان يديرها سياسيا الراحل إدريس البصري رحمه الله (…) ورغم تغيير بعض الوجوه فالمدرسة مستمرة في نهجها ومناهجها فمهما كان الخطاب فالتصويت بنعم قائم لا مرد له وما يقدم للجمهور من تلاسن وتطاحن زعما ” إيديلوجي ” يبقى رقص على الركح وإسدال الستار ينتهي لصالح الأحزاب ” مولات النوبة ” والفاتورة يؤدي ثمنها كل من نزل لصناديق الإقتراع فإذا كان حزب العدالة والتنمية فاز بولايتين فالأصالة والمعاصرة قادم ولا محالة وبإرادة حزبية متفق عليها وفق مقاربات متعددة , وطبعا هناك مقابل يضمن الراتب والتقاعد والإستقواء ومناصب المسؤولية وهذا ما عشناه ونعيشه وسبب من الأسباب لعدم تغيير الوجوه .
أما المقايضة فنجدها في الخريطة السياسية والتقسيم الترابي واللوائح الإنتخابية والتحالفات وأمور أخرى خاصة عندما تجد مسؤولا حزبيا يلاسن غريمه في حزب آخر ولو نعثه أمام الشعب بالمهزوز سياسيا أو فاسد أو عفريت او تمساح وهذا هو التخراف …
حسن أبوعقيل – صحفي