رسالة الى محمد السادس ملك البلاد

مولاي صاحب الجلالة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

لعل المشهد السياسي في بلادنا بدا للخاص والعام مهزلة مخزية يندى لها الجبين وتقشعر من هولها جلود المواطنين اشمئزازا بما يجري ويدور من مغالطات وخروقات واستقواء باسم الحريات وتصفية الحسابات حتى تحولت البلاد إلى فوضى حامية الوطيس وتسيب فضيع .

فما تعيشه بلادنا اليوم في خضم الأزمات الداخلية والعالمية , مؤشر للنوايا السيئة التي تكتسي أكثر من حزب سياسي في بناء مصلحته قبل المصلحة العامة ودفاعه المستميت للبقاء في السلطة جنبا للنفوذ والقرار باسم النضال والمقاومة ثارة وباسم فصل الدين عن السلطة ثارة اخرى .

فعندما تجتمع الأحزاب السياسية في خانة المصلحة الخاصة فلنصلي صلاة الجنازة على المصالح العليا للعباد والبلاد وهذا ما يكرس اليوم على أرض الواقع من خلال التأليف المسرحي لممثلي الشعب على خشبة البرلمان هذه المؤسسة التي وجب فيها الاحترام تحولت وكرا للسباب والتلاسن واستعراض العضلات بدلا من الإجهاز على الملفات العالقة ودعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تشرف جلالتكم عليها شخصيا .

إن الشعب المغربي كان واضحا في تشبته بالملكية في مغرب اليوم , ومتمسكا بإمارة المؤمنين إلى يوم الدين وخير دليل ضرب التقارير التي ترفع مغلوطة في بعض الأحيان هو إقدام المغاربة في ربيعهم العربي على خلق الإستثناء الذي أكد الروابط والمحبة القائمة بين الشعب والعرش والمغرب للمغاربة وليس حكرا على أي حزب أو نضال أو مقاومة (…)

مولاي صاحب الجلالة :
إن ما يفسد الحياة العامة للمواطنين هذه الأحزاب التي شاخت برجالات عرفت في ماضيها تقصيرا في تدبيرها للشأن العام ومازالت تمارس مهامها السياسية او المسؤولية رغما عن فقدانها للثقة وهذا ما يجعل سخط الشعب يرتفع ويعلو لدرجات الغليان والواقع يحتم إعفاء الكثير وإقالة العديد وخاصة كل من لوحت إليه أصابع الأمة بالفساد لطمأنة رعاياكم الأوفياء .

فبعض الأحزاب اليمينية أبانت عن دورها في التشويش على مستقبل الجوار المغاربي كما هو الحال لخرجات ” حميد شباط ” الذي استهان بالأجهزة الأمنية المغربية وقلل من شأنها الدولي حينما صرح بأن الحكومة الحالية خائنة واتهمها ببيع الصحراء الشرقية للجزائركما اتهم وزراء بالتخابر مع الجنيرالات الجزائرية واستغل تواجد جلالتكم خارج الوطن بضغطه على المجلس الوطني لحزبه بإصدار قرار الإنسحاب من الحكومة متجاهلا كل مبادراتكم الميمونة خاصة مبادرتكم الناجحة في إقناع أمريكا بالتراجع عن قرار المسودة التي وسعت اختصاصات المينورسو في الصحراء ونالت إقناع الجميع وتم سحبها

مولاي صاحب الجلالة :
أصبحت لدينا أحزاب علمانية لاتراعي القيم التي ترتكز عليها الدولة المغربية من خصوصية وثقافة فتسترت وراء المواثيق الدولية والإتفاقيات والحريات وجندت جيوشها من المنخرطين داخل أحزابها وشبيباتها وجمعياتها ومنظماتها لتمرير رسائلها عبر الأنشطة والندوات والمحاضرات والصحافة الديلية من أجل نشر دعوتها الخدومة والمسخرة لأجندات دخيلة فطالبوا بعدم تجريم العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج وجسد المرأة ملك لها تفعل فيه ما تريد , عدم قبول برأي المجلس العلمي الأعلى وأي مواطن له الحق في مناقشة الدين ,استخدام إسم جلالتكم الموقر في مهرجانات , استخدام الإعلام العمومي والصحافة الحزبية وبعض المواقع الإلكترونية لتمرير خطابات العلمانيين وإقصاء الرأي الآخر والكثير والكثير وهي سياسة تهدد إمارة المؤمنين التي هي تاج فوق رؤوس المغاربة وحامية الملة والدين وناصرة ما تبقى من الأخلاق النبيلة والسيرة النبوية .

أحزاب لم تصرح للمجلس الأعلى للحسابات بالوثائق اللازمة بكيفية صرف أموال الدعم وفي المقابل اغتناء سريع لرجالات تعد سياسية ونقابية وكثير ممن دخل البرلمان .

مولاي صاحب الجلالة أكتفي بهذه السطور كمواطن غيور على البلاد والعباد راجيا من الله العلي القدير أن تكون الحكم فيما بيننا كشعب يستحق التكريم وبين هؤلاء الأحزاب التي تطاولت علينا واستقوت .
وفقكم الله وجعلكم ذخرا لهذا البلد الأمين .

حسن أبوعقيل – صحفي