خيوط التماس
يكتبها : حسن أبوعقيل
لقد أبان حميد المهداوي عن إخلاصه المتواصل للوطن رغم سجنه 3 سنوات قضاها بين الجدران ووراء القضبان ، ولازال حاضرا صوتا وصورة يتابع تدبير الشأن العام بمهنية عالية يقول ” لا ” في الوقت المناسب ويقول ” نعم ” في الوقت المناسب بعيدا عن الإملاءات الرهينة بالكرم الحاتمي والجود المطلق بالوعود والمصالح التكسبية الشخصية ومؤامرة الاستقواء والتحكم والسمع والطاعة . لا أعرف الصحفي القدير حميد المهداوي عن قرب ولم ألتقي به في يوم من الأيام السالفة ، لكن نلتقي في العديد من الآراء ونختلف معا في أخرى ، ويبقى الوطن حضنا يجمعنا بكل تجلياته . حميد المهداوي لم يجد في القطب العمومي المنبر الحر ليكرس من خلاله الرأي الآخر أو التعبير في اطار حرية الرأي التي يكفلها دستور مملكتنا ، ما جعله ينفد من وسائل التواصل الإجتماعي بديلا لقنوات التضليل الممنهج في توظيف وجوه دون أخرى ، ما جعل الصحفي حميد المهداوي ينجح في تسليط الضوء على كل السياسات التي هي من اختصاص السلطة التنفيذية وفي كل القطاعات . حميد المهداوي صوت للحق ، صوت للمواطن ، كلماته مداد يختلط بدم المغاربة من شمال المملكة الى أقاليمها الجنوبية ، ومهنيته تنوير يحارب ظلام الفاسدين واللفيف المقرون بالإجهاز على كرامة هذا الشعب الوفي . اليوم ونحن نتابع الصحافة التكسبية ، تستثمر مدادها في التهجم على سليل الصحافة الجادة والتي اختارت الكرامة بدلا من الخنوع ، فباعت ذمتها وتحولت من سلطة رابعة الى راكعة لا تملك حمرة الخجل مادامت باعت أقرب الناس لها من أجل مصلحتها الشخصية فكانت إمعة . ما غاب عن المسخرين من الأقلام ، أنهم مغرر بهم زمنيا تنتهي مهمتهم مع انتخابات جديدة وحكومة جديدة يفتضح أمرهم وسط مهنيي صاحبة الجلالة . حميد المهداوي على غرار باقي الصحافيين المحترمين إختار وسيلة التواصل بالصوت والصورة وأن يكون بعيدا عن رضى الأظرفة والاوراق البنكية الديلية ، خاضعا للإملاءات ومايرضى عنه رجل المرحلة أو حزب المرحلة ، اختار يوتوب وفضل العمل بمتاعبه ونجح في كسب متابعة الجمهور له وبفضل المشاهدات يتقاضى أجر عمله المستحق ليس من خزينة البلاد ولا من جيوب الأثرياء . لايسعني الا التنويه بنجاحات زميلي الصحفي حميد المهداوي وأتمنى من الصحافيين نهج نَفْسٌ الأسلوب بكل القيم .
فاصل ونواصل