المحراب الممنوع لمغاربة الخارج

خيوط التماس :
نعترف بأن الحق لكل مواطن الإنتقاد ، والإبداء بالرأي ولو كان مخالفا للخطاب الرسمي ‏، و لكون حرية الرأي والتعبير تهم الفرد دون المس بحرية الرأي المخالف ، على أساس ‏إحترام القوانين والمواثيق وكل التعهدات التي تكرسها الأممية الدولية .
فقد عم السكون والجمود مرحلة بعد الإنتخابات العامة المغربية للعام 2021 ، وهذا لا ‏يمنع بإشهار ورقة الإنتكاسة التي حظيت بها تنسيقيات الأحزاب مباشرة بعد الإعلان على ‏عدم المشاركة السياسية والتمثيلية للمواطنين المغاربة المقيمين بالخارج ، وبصريح ‏العبارة كانت الصدمة قوية لكل من حمل مشعل أحزاب الذل والعار وطبل تحت الوعود ‏والعهود ليرضي بعض المكاتب السياسية للأحزاب كما هو بعض الأفراد أصحاب المال ‏والأعمال والنفوذ ومن الأعيان كذلك ، فقد مرت فوقهم ” الدكاكة ” كما نقول بدارجتنا ‏وسُخروا للدعاية وللتسجيل في اللوائح الإنتخابية ( الهدف الأسمى ) من أجل تحقيق ‏المؤامرة التي غفلت عنها تنسيقيات الأحزاب والمتجسدة في الإعلان عن القاسم ‏الإنتخابي الجديد المعتمد على عدد المسجلين في اللوائح الإنتخابية لتفوز أحزاب بدون ‏أصوات صحيحة بخصوص إنتخابات أعضاء مجلس النواب ، وهذا الأمر لن يعرفه ولن ‏يفهمه أي شخص كذبوا عليه ولجشعه وطمعه صدق .
الضربة الثانية التي لحقت التنسيقيات بعدما أعلنت الجهات الوصية على مصادقة البرلمان ‏على التعديلات التي صاحبت مدونة الإنتخابات والتي تم فيها إقصاء 5 مليون مواطن ‏قاطن بالخارج من الترشح والتصويت دون مراعات للمكتسبات الدستورية في الفصول ‏‏16 و17 و18 ما يؤكد أن الهدف الأساسي هو وضع العراقيل لإبقاء حال الجالية ‏المغربية في وضعه الميئوس وأن كل الشعارات التي حملتها بعض الأحزاب في كل ‏المناسبات هي نصب واحتيال من أجل التسجيل في اللوائح الإنتخابية وإقصاء سلطة ‏الصوت في اختيارات الناخبين .
لقد شبعت التنسيقيات نوما عميقا ، وكأنها أصيبت بشلل ، فطال المرض إلى أن جاد ملك ‏البلاد بخطاب ثورة الملك والشعب في الذكرى 69 الذي خصه جلالته لمغاربة الخارج ‏وأعطاه حق قدره بنسبة حظ الأسد .
الكلمة السامية للملك حركت من جديد بعض العناصر من التنسيقيات الحزبية ، وكأنها ‏تنتعش بقوة الريموت كنترول لترفع صوتها أو تسيل بعض المداد ونشر دعوتها لمغاربة ‏الخارج للتفاعل مع الخطاب الملكي ، وبناء جالية قوية عبر كل الأقطار .
فما تناسته هذه التنسيقيات خاصة زعاماتها التي تحاول تحيين أنشطتها بعد الموت ‏السريري الذي دام 11 شهرا ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أنها غفلت في سياستها أن ‏التنسيقيات لا يمثلون إلا أنفسهم وأحزابهم الفاشلة ، وتناسوا بأنهم قلة قليلة وذرة من ‏مجموع 5 مليون مغربي يرفض أن يتسيس أو أن يخضع لبيت الطاعة .
مغاربة الخارج قادرون أن يتعاونوا مع ملك البلاد في تدبير السياسات العمومية التي تهم ‏الجالية ، دون الوسيط الحزبي الذي أصبح متجاوزا خالصة أن ملك البلاد لم يعد يثق في ‏العديد من السياسيين ، بل أكثر من ذلك كان الخطاب واضحا في حلحلة القضايا الآنية من ‏أجل إخراج الإطار التشريعي والإداري لمجلس الجالية ليصبح مجلسا يمثل مغاربة ‏الخارج بهياكل منتخبة من أفراد الجالية بعيدا عن التعيين الذي صاجب المجلس منذ ‏تأسيسه إلى غاية كتابة هذه السطور المتواضعة .
لائحة مسربة تروج وتنشر بشكل غريب تحمل إسمي ضمن 50 شخصا على أساس أنهم اعضاء مجلس الجالية الجديد ، وعليه فأنا شخصيا لم يتصل بي أي شخص مسؤول أو أي جهة رسمية تعنى بهذا الملف أو أي لجنة مكلفة بالإنتقاء أو الإختيار أو التعيين .
وكما يعلم الجميع ومنذ تاريخ قبل الإعلان عن تأسيس مجلس الجالية أنني صرحت للصحافة الوطنية أنني أفضل أن أبقى صحفيا مستقلا على أن أكون عضوا بمجلس الجالية ، ويشرفني خدمة وطني من خارج المؤسسات .
وبخصوص اللائحة ” الفتنة ” فهي مؤامرة جديدة ومن نوع كيد الأعادي الذين يصطادون في الماء العكر من أجل البلبلة وخلق الفتنة بين أبناء جاليتنا في دول الإستقبال .
شخصيا أرفض هذا الأسلوب الساقط .
سأبقى صحفيا وصوتا للحق .
على بعض أفراد جاليتنا ، عدم الركوب على قطار المرحلة الجديدة ، اللفيف المقرون ‏بثورة الملك والشعب ، والذي حمل تعليمات قوية تتجسد في :
‎- ‎‏ ملف الجالية وعلاقة الحكومة وتدبيرها للشأن العام فماذا تحقق من إنجازات ‏لصالح ‏مغاربة الخارج .‏
‏- تدبير ملف مغاربة الخارج لا سيما على المستوى التشريعي والمؤسساتي‎.‎
‏- إصلاح الإطار التشريعي، والسياسات العمومية والمساطر الإدارية ، تأخذ ‏بعين ‏الاعتبار خصوصيات الجالية وتتناسب مع ظروفهم‎.‎
‏- إقامة العلاقة الدائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج، بما في ذلك المغاربة اليهود
‏- مواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها ومشاريعها‎.‎
‏- إستفادة الجالية من فرص الاستثمار بأرض الوطن، ومن التحفيزات والضمانات ‏التي ‏يمنحها ميثاق الاستثمار الجديد‎ . ‎‏
لا يفوتني أن أشكر الدكتور عمر الشرقاوي الذي كان له السبق في صياغة تعليمات الملك بخصوص مغاربة الخارج والتي عززنا بها مقالتنا مشكورا .
إن هذه التعليمات محراب ممنوع على التنسيقيات إستغلاله ، وتبنيه على أساس تدبير من ‏الأحزاب لكون الحقوق هي ملكية فكرية لجلالة الملك .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل