مدريد .. عبد العلي جدوبي:
نريد أن نؤكد أن هذا المسمى إبراهيم غالي رئيس ميليشيات البوليساريو ، والمعروفة إعلاميا بإبن بطوش ،صدرت في حقه عام 2008 مذكرة إعتقال دولية كأحد المتهمين بارتكاب جرائم وحشية في حق محتجزي مخيمات تيندوف ..
هذا “الزعيم ” المدان من طرف المحكمة الوطنية الاسبانية ـ وهي اعلى هيأة قضائية جنائية ـ يستقبله الرئيس التونسي – غير الشرعي – قيس سعيد بمطار قرطاج ، قادما من الجزائر على متن طائرة جزائرية ، ويفرش له السجاد الاحمر على غرار رؤساء الدول الكبار..!
هذا الاستقبال جر على قيس سعيد متاعب جديدة على تونس ، فقد إدانت هذا القرار هيئات حقوقية تونسية ،ومنظمات إقليمية ،وشخصيات نافدة في الاتحاد الافريقي ،كما أعتبرالاتحاد الدولي لنقابات آسيا وافريقيا ماقام به قيس سعيد هو ضرب الثوابت الدبلوماسية المتعارف عليها ..
وحسب آراء بعض المحللين السياسيين التونسين ،فإن ما قام به رئيس تونس أضر كثيرا بمصالح تونس مع المغرب ومع شركاء تونس التقليديين ..
ويشار إن أن اليابان خلال إنعقاد القمة السابقة ،رفضت حضور أي شخص ينتمي الى جبهة البوليساريو ..ومع هذا كله فقد تصرف قيس سعيد تحت ضغوطات جزائرية من جهة ، وكأنه سياسي محنك من جهة أخرى ،مع أن معرفته بالسياسة ،لا تتعدى بضع تصريحات منمقة ،وخطابات إنشائية لرجل اشتغل بقطاع التعليم !، فمتى كانت تونس تمنح صكوك الغفران لمجرم أدين بجرائم عديدة؟ فضلا على ما قام به داخل مخيمات الاحتجاز بتيندوف ،فهو أيضا متورط حسب القضاء الاسباني في ملفات فيما يعرف ب : (قضية صيادي جزر الكناري الاسبان ) الذين قُتلوا في هجمات ميليشيات البوليساريو يقودها إبراهيم غالي ؛ولاعتبارات سياسية ،عندما كانت إسبانيا لا تحمل ودا المغرب ،تم حفظ هذا الملف الخطير عبر صفقة بين مدريد والفريق العسكري الحاكم بالجزائر !!
من جانب أخر ،كان من المفروض أن يركز حاكم تونس على القضايا الحقيقية للبلاد ،وينصت إلى صوت الشعب والمعارضة التونسية ،فيما يتعلق بتعزيز الميول الى الديموقراطية ، وكان من المفروض أيضا أن ينصب الاهتمام على بناء الوطن وتعزيز مؤسساته ،بدلا من تحطيمه عبر قرارات سياسية غبية ، تضر بتونس الشقيقة على أكثر من صعيد .