الهروب إلى الرباط


خيوط التماس :
رغم التساقطات  المطرية والجائحة الهالكة  , تمضي بعض الأحزاب  نحو الحصاد  بعدما كان لها السبق في  زراعة تنسيقياتها بتراب دول الإستقبال  ولكون  المحصول  سيوزع  حسب أصول التويزة  , فمنهم من سيمنى باللائحة الوطنية  باسم الكفاءات  ومن سيكون نصيبه بلائحة الشباب  والنساء  ومنهم  من سيحصل على منصب بالمؤسسات  ومجالس الحكامة  وهذا ترتيب حاصل  وسياسة  لتعم  الفائدة  من جديد باسم مغاربة الخارج , فحين أن مغاربة الخارج لا لون لهم  سياسيا  ولا يمكن  تسييس مغاربة الخارج  لتقييدهم  وتقييد حركاتهم  وسكناتهم  باسم الإنتماء  , وهيهات أن يكون الإنتماء مشروعا سياسيا  بدلا من مشاريع  الريع  والمصالح الخاصة وترويج الحسابات البنكية  والسمو برؤوس الأموال  من رجال الأعمال   للتحكم والإستقواء في حرية الرأي والتعبير  والتحكم  في الديمقراطية  من أجل نسف المكتسبات  التي ناضل من أجلها الشعب .
مشكلة مغاربة الخارج  مع  الأحزاب  التي تناور باسم التأطير وباسم التأهيل والتكوين , والحال يبرر ما نقول  والواقع  يؤكد  التقصير إنطلاقا من النخب  التي تدبر الشأن العام الوطني بما فيه المجالي والترابي  والجماعي والجهوي  وما عاشتها مدينة الدارالبيضاء بعد التساقطات المطرية  من  فيضانات أتت على ممتلكات الشعب  من سيارات ومحلات  ومساكن  يستلزم غضبة ملكية وإقالة مجلس المدينة الذي يتهافت مع كل ميزانية جديدة إلى تغيير سيارات  مستشاريه  وأستفاذة  بعض الجمعيات المدنية  التي فرختها بعض الأحزاب  من الدعم المالي  وأنشطة  بأغلفة مالية خيالية  وأمور أخرى  وجب  فتح ملفاتها  في مقالات قادمة بحول الله .
موضوعنا اليوم يتعلق بالذين  – حسب اعتقادهم –  أنهم فتحوا  فروعا لأحزابهم  بدول الإستقبال و بدون مقرات  وينتظرون  من هذه التنسيقيات أن تمول كل أنشطتها ,   فحين أن الأحزاب  تدعم  ماليا من قبل خزينة الشعب  للقيام  بأنشطتها وعلى مستوى هياكلها  ومؤتمراتها  علما أن  80% من المغاربة  ليس له إنتماء سياسي  فلماذا يمول المواطن  أحزابا  ليست في مستوى الكفاءة ولا السياسة  ولا الإنتماء , فقد اعتبر محللون سياسيون أن الدعم المالي  مسألة  تعد  إكراها  ومالا مغتصبا  وريعا  ووجب  صرفه من صناديق أخرى دون خزينة الشعب .
الأحزاب التي تتغنوا بها لم  تساهم إلا في كوارث إجتماعية من خلال تدبيرها للشأن العام  ولتسييرها للجماعات المحلية وإلى يومنا هذا فالمواطن يهدم بيته على رأسه فأين السكن وأين التطبيب وأين الشغل , لم نعد نرى إلا  الدوائر الأمنية والمقاطعات والمحاكم والسجون  ومقرات فاخرة لبعض الأحزاب  صرف عليها الملايير وتستفيد مكاتبها السياسية دون نقاش ومن جيوب دافعي الضرائب الذين يرافقهم اليأس والحكرة  ومهددون  بالفقر والقوانين الزجرية .
هذه الأحزاب أصبحت تقلرر في مصير الشعب فالشعب يسعى للوحدة  والأحزاب تسعى للتفريق والشتات فأصبحنا نعيش على وقع مغاربة الداخل ومغاربة الخارج في حين أننا جميعا وحدة لا تتجزء ولا نقبل نظرة حزبية  بمتابة حجر عثرة  لعدم إشراك مغاربة الخارج في الحياة السياسية  ولا يعقل توسيع الهوة بكتابة تقارير مغلوطة للترهيب والتخويف من جاليتنا أينما تواجدت .
سنناضل وسنستمر في نضالنا لتحقيق هدفنا وتنزيل الفصول الدستورية دون أن نحمل لون الأحزاب التي تتخوف من قوتنا ومن كفاءتنا ومن تجاربنا الديمقراطية التي تعلمناها بدول الإستقبال , نريد خدمة المصالح العليا للبلاد والعباد وليس الأحزاب .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل