عندما نتحدث عن الكافر


خيوط تماس
بعيدا عن الأفلام الهوليودية من جرائم وحروب ومخدرات وتجار الأسلحة و دعارة … لابد وأن نتحدث بكل صفاء وبروح كما يقال رياضية حتى نعي ما نكتب وما نقرأه , فكثير من الخرجات داخل الفضاء الأزرق وباقي وسائل التواصل الإجتماعي من قبل شريحة عريضة تنصب نفسها عارفا بالله من خلال محراب لا علاقة له بالإسلام , وتوجه خطابات ملتوية بعيدة عن الواقع المعاش للقذف والسب في كل أجنبي ملوحين بأصبع الإتهام لهم بالكفر لأنهم في الضفة الأخرى , وما يحز في النفس أن بعض المهاجرين الذين تبنوا الإمامة بدون علم حقيقي ويصلون بالناس ويقيمون خطبة الجمعة يتمردون على المسلمين من خلال خطب تحمل الكراهية ولا نشم فيها رائحة الإسلام كما تركنا عليها خير البشر صل الله عليه وسلم .
فمثل هؤلاء الدعاة الذين يتحاملون على الأجنبي ويصفونه بالكافر وهم لا يعلمون المعنى الحقيقي للكفر , فأنا شخصيا أسميهم ورثة الشيطان وليسوا دعاة ولا مرشدين ولا بالعلماء , لأنهم أصل التكفير , فهم من يكرّهوننا في ديننا لأنهم من جلدتنا عرب مسلمون . فقد وجدنا في هذا العالم – الكافر- الأقرب منا للجنة , فقد نهانا نبينا ورسولنا عن الكذب , والكثير من الخطابات كاذبة , وأمرنا رسولنا على من عمل أحدكم على عمل فليتقنه , وها نحن نعيش الأزمات مع تدبير حكومي أعرج وقرارات فاشلة وبرلمان قاصر وبناء مغشوش في جل المصالح .
الكافر يعيش الحقيقة مع مواطنيه ويحقق لهم مطالبهم نصرة لكرامة الفرد التي أوصى بها ديننا الحنيف , الكافر يعيش التضامن ونحن نعيش الشتات فانظروا إلى الحكومات الكافرة كيف ترقى بمواطنيها , وكيف تدافع عن مصالح أوطانها فالإتحاد الأوروبي رغم الإختلافات السياسية تضامنوا مع بعض في فتح الحدود وجعلوا من اوروبا أرضا واحدة وعملة واحدة ومسكنا واحدا وتأشيرة واحدة وسوقا واحدا .
أين جامعة الدول العربية ؟ أين الإتحاد المغاربي ؟ وأين القومية العربية وأين الوحدة العربية التي لا نسمع عنها إلا الشتات والغل والكراهية والبغض والحسد والسب والقذف والتشهير .
والله أصبحنا مهزلة داخل الفضاء الأزرق , فقد بانت عيوبنا كأفراد , ففي كل يوم تفتح نافذة للحديث عن عورات الناس وعن عمر وزيد ومن يفبرك القصص ومن يختلق الأكاذيب فحين ” الكافر ” يتحدث في العلوم في الفكر والإبداع في البحث العلمي من أجل غد أفضل .
فما يحز في نفسي أن تجد حكومتنا منشغلة بالإنتخابات وقانون الإنتخابات علما أن الجائحة أولى بالتفكير من أجل إيجاد الحلول الناجعة أمام الإصابات وأمام الموت الذي يهدد صغارنا وكبارنا علما أن التجارب السالفة للأحزاب تحتم تقديم الإستقالة الجماعية أو التنحي عن السياسة تماما لكون المواطن يعيش الفقر بسبب الأحزاب ونخبها ومسؤوليها السياسيين .
ياليت كان من بيننا كفار يخدموننا بدلا من حملة السجادة يوم الجمعة وبعضهم إذا ما قلنا جلهم يتسابقون للصفوف الأمامية ونحن على علم بأنهم يمثلون .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل