قانون الطوارئ … عصا الطاعة

خيوط تماس :
لا يعقل أن يفطر الوزير ويتغدى ويتعشى
فحين المواطن البسيط لا يملك قوت يومه
ويفرض عليه قانون الطوارئ الصحي .
فهل باستطاعة الوزير أن ينام بدون طعام ؟
وهل الوزير يرضخ لقانون الطوارئ ؟
وهل يقبل الوزير على نفسه تجاوزات بعض رجال الأمن
ويستحمل الركل والرفس والإهانة .
عندما أتحدث عن الوزير , فإني أتحدث عن مسؤولية تدبير
السياسات العمومية وأتحدث عن رئيس السلطة التنفيذية باعتباره رئيسا للحكومة
وخطابي موجه لكل وزير في هذه الحكومة وكل من موقعه .
فإذا كنا نبحث عن المقاربة , فعلى الحكومة أن تقطع مع التدبير الفاشل وأن تستعين بالكفاءات الحقيقية لإخراج المغرب من الورطة التي أوقعتها فيه سياسة الخطاب الشفوي المستمر داخل مسلسل يندى له الجبين من تقصير وارتجال وفشل .
فإذا كانت الحقائب الوزارية فارغة من الملفات والبرامج فالأولى للشعب الإستفاذة من الميزانيات وضخها في ما يهم البنية التحتية إكراما للمواطن , وفي مثل هذه الأحوال الخطيرة لابد من الصناديق أن توجه لمساعدة الطبقة الشعبية التي أصبحت جائعة حتى لا تعم الفوضى من خلال شد الحبل والمضايقات التي ينزلها بعض رجال الأمن على المواطنين .
لسنا ضد احترام قانون الطوارئ , لكن في نفس الوقت لا نقبل أن تداس كرامة المواطن كما تستغلها بعض رجالات السلطة بكل وحشية وتكون بذلك التصرف تسيئ لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية وتفتح الباب أمام المنظمات الدولية لتشوه صورة المغرب في كل المحافل الدولية إلى جانب أعداء المغرب الذين يجدون الأمر طبقا دسما للحديث عنه داخل أروقة الأمم المتحدة .
إنتحارات وموت واكتئاب وضرب وجرح وطلاق وتطليق , هذا ما خلفه الحجر الصحي في بدايته الأولى ثم الثانية حيث تفاقمت الأحوال والظروف واشتد الخصاص والحاجة فعوضا ممارسة الليونة وإخراج ميزانيات لتعويض الأسر والعائلات بشكل عمومي وبدون محسوبية وزبونية يلجأ البعض لتسخير عصا القمع والطاعة على أساس الترهيب متناسين أن المواطن المغربي لا يخاف بل يحترم الإدارة وخدامها فلا داعي لإنزال البرودكان على وجه المواطن الوفي .
وتبقى رسالتي إلى حين تنفيذ المطالب الحقيقية للساكنة على المواطنين الإلتزام بالقانون وبقانون الطوارئ والعودة إلى الحجر الصحي والبقاء في بيوتكم .
الأمر لايتطلب من أي جهة التدخل , فأنتم مسؤولون على أرواحكم فالتحلي بالصبر والإنصات وتطبيق القانون يساعدكم في الحياة وإبعاد كل تسلط أو زجر أو تحرش .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل