يوم المهاجر … عالم حزين


يكتبها : حسن أبوعقيل
خيوط تماس :
كنا نأمل أن يأتي عيد المهاجر ومغاربة الخارج يتأهبون للمشاركة السياسية وينخرطون بالرأي والمساهمة كقوة إقتراحية , لكن يخيب الأمل عندما تقف الجالية المغربية بعد مرور 9 سنوات على دستور جديد متسائلة عن المكتسبات التي تحققت كفصول دستورية وعدم تنزيلها , والخيبة أيضا في تفريغ تام لتعليمات ملك البلاد وتوجيهاته للحكومة بخصوص ملف مغاربة الخارج فمن ياترى المسؤول الذي يمتلك اليد الحديدية ليوصد كل الأبواب عن 5 مليون مهاجر فيقصيها شر طردة .
مغاربة الخارج جزء لا يتجزأ من مغاربة الداخل , وما يجري داخل الوطن يشمل مغاربة العالم دون استثناء , وهذه هي الديمقراطية والمساواة لا أن تستقوي بعض الأحزاب لكونها مكون للحكومة , فتدبر سياستها بتهميش الكفاءات الحقيقية في الخارج وتلعب ملعوب الجهة 13 لاستقطاب رجال المال والأعمال باعتبار ولائهم للباطرونا باسم مغاربة الخارج , وهذا تدليس غير مقبول لن نسمح به .
فيوم المهاجر يوم حزن للجالية المغربية التي تبدو ضعيفة أمام الجاليات العربية التي تكرم من قبل دولها وتمثل في برلماناتها ومؤسساتها الدستورية ومجالسها المنتخبة وليس لها أي عراقيل تقنية أو لوجستيكية كما تدعي رئاسة الحكومة المغربية في كل تصريحاتها وفي كل أشغال اللجنة الوزارية المكلفة بمغاربة الخارج .
على الدولة المغربية أن تخصص ممثلا واحاد للجالية المغربية لينهض بملف مغاربة الخارج وإبعاد كل المتداخلين الآخرين , لكون التجارب السالفة عطلت المسار وأبانت عن فشلها في تدبير هذا الملف وليس من المعقول أن نتوفر على أكثر من متدخل والنتائج سلبية فلا نعرف مع من نخاطب هل وزارة الجالية أم مجلس الجالية أم اللجنة الوزارية المكلفة بمغاربة الخارج أم مؤسسة الحسن الثاني …. فماذا قدموا جميعا للحكومة لتنزيل الفصول الدستورية , أو حل القضايا العالقة لمغاربة الخارج في الإستثمار والسطو على العقار والممتلكات وعن تذاكر السفر مع شركة الخطوط الملكية المغربية , إنها قضايا تعيشها الجالية منذ قرنين من الزمن وها نحن نعيش نفس الأزمات رغم الخطاب الجديد والمنفتح في ظل دستور جديد ومطالب جديدة ؟
لا نريد أن نكرر نفس المقولة في كل يوم من 10 غشت ” مناسبة لتعزيز الأواصر بين مغاربة المهجر وبلدهم الأمم ” طيبتونا بها وأصبح صغيرنا يحفظها عن ظهر قلب بسبب تكرارها على لسان كل مسؤول .
كفانا خطابات تزيد في الإحتقان , لكون الإكتئاب أصبح ظاهرا للعيان ومن طبيعة المغاربة أنهم أوفياء ومسالمين لا يريدونها فوضى أكثر ما هي مطالب لابد وأن تتحق اليوم قبل الغد (…) ولا يعقل أن يدبر أمر مغاربة الخارج أناس يخافون من تكريس الديمقراطية الحقة فحين أن خطاباتهم وبرامجهم في دباجتها ديمقراطية وحقوق ومساواة .
أختم سطوري بقول الله تعالى :
” كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .” صدق الله العظيم
حسن أبوعقيل