ذ. منى عواد رفيع
“إن الحياة كريمة مع من يعيش أسطورته الشخصية” قالها سانتياغو بطل رواية “الخيميائي بعد أن رحل إلى أقاصي الأرض بحثاً عن الكنز الذي كان ينام فوقه ولا يدري. إن أكثر الأشياء التي تلامس مشاعر الإنسان.. هو الحلم… كثيرا ما نشد الرحال بحثا عن ذاك الحلم بداخلنا وننسى أن الحلم جنبنا فندفع الثمن غاليا في رحلتنا. كثيرا ما نصادف أناسا يغيروا مجرى حياتنا ، يكبلون أيادينا وأرجلنا ، يعلمونا خيبة الأمل في أعلى مستوياتها فينزعون ما في صدورنا من شعور روحاني خاص يعمق البعد الخفي لأسطورتنا الشخصية فتضيع ملامحها … كثيرا ما إستسلمنا تحت القهر إلى لحظات العجز التي يمر بها كل شخص في مرحلة من مراحل السير نحو هدفه ناسيا أن حلمه أكبر من كل العراقيل … أو ربما تبين له أن حلمه ظل في مكان آخر غير الذي شد الرحيل إليه … فيكفر ويضعف ويستسلم لحياة بسيطة روتينية لا شمس تشرق بها. رغم كل هذا كنا سويا نتحدث عن أمور لا يتحدث عنها الكثيرون . كنا نؤمن أن أسطورتنا الشخصية التي رحلنا من أجلها يوما يجب أن تتظل حية وأن تستمد قوتها من القلب لكي يعطيها هذا القلب الحياة.. هكذا إتفقنا ونحن نتحدث مراراً . قلنا عندما تريد شيئا فان العالم بأجمعه يطاوعك للوصول إليه. ولكننا نسينا أنه كثيرا ما نقضي على ما نحبه أكثر من غيره عندما تضيع البوصيلة وسط صحراء لا ماء ولا غذاء بها … اني لا زلت اتساءل هل ضاعت بوصيلتك يوما ؟ وكيف لم ارى إشاراتك؟؟؟. قالوا كل ما في الوجود كاين في باطنك … إخلق عالما خاصا بك وإجعل لك أجنحة ترحل بك إلى مكان آخر لا يعرف الحدود ولا القيود… قلنا ليس هناك حد فاصل بين أقرب الأشياء وأبعدها…أو بين أصغرها وأعظمها… ليس هناك حد فاصل بين الحاضر والغائب… كل إنسان صادق في مشاعره يتشوق… ثم يتشوق… لغاية أن ينزع الشوق نقاب الظواهر … فيرى ذاته في ذات الآخر… وينطلق.. قلت لك مراراً إني أراك في ذاتي ولا زلت أحملك حتى بعد الرحيل … أنت أحاسيس تستحضر … أسمعها … ألمسها تستوقفني… قد تسبب للكثيرين الألم الذي يعصر القلب كما عصر قلبي بالأمس ولكني اليوم أضع ذكراك أنغاما مفرحة … تراقص روحي لأنك هكذا دوما أردت… لذلك غيرت صورتي بالتي أخذتيها لي يوما وأنا أبتسم لك. “رسائلي إليك ”
واشنطن العاصمة 24/07/2020