أهل الحال يا أهل الحال


خيوط تماس / حسن أبوعقيل
لا أحد يمكنه أن يستفزنا بالقول , لا رئيس الحكومة ولا غيره من البرلمانيين ولا الأحزاب , فنحن نقول كلمة الحق أمام جملة من التصريحات حمالة اوجه وخطاب مزدوج وإلا فنحن جماعة من المنافقين أو نحن من طينة الخانعين أو نحن إمعة تطأطئ الرأس تحت أوامر الإملاء وهذا ما لا نقبله ونرفضه جملة وتفصيلا وشكلا ومضمونا .
العالقون المغاربة عانوا كثيرا رغم صبرهم في انتظار تدبير محكم , تدبير يخرجهم جميعا من مرحلة الإكتئاب قبل الإنهيار والحالات متعددة وكثيرة بمختلف دول الإستقبال أو العالقين بالمغرب نفسه .
لقد قمنا باستقراء للرأي شمل مجموعة من العالقين في مختلف الدول الأوروبية والأمريكية والعربية ومن داخل الوطن وأستظفناهم على راديو كوم 24 في برنامج دردشة حيث أجمعوا أن حياتهم مهددة ماديا ونفسيا وهناك من ليس له مأوى ولم يجد ما يأكله فحين أن القناة الدبلوماسية في حالة شرود , غياب تام وهاتف مغلق فهل الأمر يتعلق بدولة ومواطنيها أم بدولة وأعداء .
العالقون على صفيح ساخن لكون العائدين إلى أرض الوطن لم تكن الشفافية قائمة في كثير من الأحيان فقد وجدنا أسماء من رجال المال والأعمال لا يعيشون الهشاشة ولا هم بنساء حوامل ولا هم أطفال ولا هم مسنون , فبالرجوع إلى الذين وصلوا في اول رحلة إلى أكادير سيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتبرز الحقيقة كما هو قوس قوزح ظاهرا في ربيعه بكل ألوانه .
العالقون كل وقصته , فهم رواة لهذا الغضب الساطع , وهم أبطال الرواية التي ليس لها مؤلف أو كاتب أو سيناريست فالأقدار حتمت عليهم هذا الغزو القادم من الصين جائحة فرضت وجودها على الجميع وأغلقت الأبواب فحرموا من العودة إلى ديارهم إلى حياتهم الطبيعية كما هو حال جميع الدول التي قامت بإعادة كل مواطنيها إلى اوطانهم وبات المغربي الوحيد القابع كعصافير مقطوعة الجناح او كقشرة خبز محروقة أو بدارجتنا المغربية ( معندناش كرامة ) . وهذا هو الوصف الحقيقي للمواطن الوفي .
فلماذا المغربي يبقى حاله هو حاله طالما اعتمد على الإدارة المغربية يلقى دائما نفس الإستقبال ونفس المعاملة وتحسيسه بالحكرة وهنا أفتح قوسا لأقول هناك مسؤولون وهم قليلون يتحلون بالأخلاق الحميدة وبالسلوك النبيل رأسمالهم خدمة مصلحة المواطنين , وقد وقفنا على هذه الشريحة التي تستحق كل تنويه ونسعى أن تعين رجالات مثلهم خدومة في مناصب المسؤولية وإقالة الكثير ممن ستخرج أسماءهم في تدبير الجائحة سواء كان الأمر تحت الأوامر أو تلقاء من أنفسهم وسلوكهم الوضيع الذي يستحق كل التوبيخ والورقة الحمراء .
لابد للعالقين من حل ولسنا مع أن المغرب لن يتحمل نفقات العودة , فهناك صندوق للجائحة وهناك صندوق للكوارث وهناك أموال ومداخيل وإعانات ومساعدات ولن نرض بأن يبقى المواطن المغربي وحده كالمتسكع في دول الإستقبال , لا نريد أصابع الإحتقار تلوح إلينا من جديد فأعداء الوطن يتربصون بنا ويبحثون عن الأخطاء وينكلون بنا تنكيلا و يجدونها جاهزة كأطباق دسمة في كل المحافل الدولية . .
قبل الختام أتوجه إلى ملك البلاد باعتباره رئيسا للدولة أن يحمي مواطنيه الأوفياء العالقين بدول الإستقبال في أوروبا و أمريكا و أفريقيا او الدول العربية وباقي القارات فالحلول نفدت من الحكومة ولم يبقى إلا خارطة طريق جديدة أنتم أهلها وتعليماتكم بهذا الخصوص حل ناجع سيعيد العالقين المغاربة إلى أرض الوطن في أمن وأمان .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل