مغاربة أمريكا أنظف من قلمك ولسانك


خيوط تماس :
لا يوجد أي مغربي في الولايات المتحدة الأمريكية , يكره دولة الإستقبال أو ينتقص من تدبيرها وسياساتها العمومية والمجالية والترابية وفي نفس الوقت لا عداء لأي مغربي مع الشرطة الوطنية  بالولايات المتحدة  , وهذا رد على بعض الأقلام الصحفية التي تحاول خلق المشاكل لمغاربة أمريكا على الخصوص في أي حدث أو إحتجاج أو مسيرات كما هو الحال في مقتل جورج فلويد من قبل شرطي أبيض محموم بالعنصرية والتمييز .
فمغاربة أمريكا كل وأسباب هجرته , فمن هاجر للعمل ومن يبحث عن مستقبل رائد ومن يرغب في تعليم جيد والحصول على شواهد عليا ومن هاجر بالإكراه ليعيل أسرته ويضمن لها المأكل والسكن ومن غادر الحدود لينجو من أمراض نفسية من التدبير الأعرج والخطاب الإستشرافي للمستقبل الذي لم يأت .ومن أراد أن يعيش تحت رحمة القانون من خلال عدالة مستقلة وحتى الكفاءات المغربية هاجرت بدون إرادتها  .
فلا أحد ينكر من المغاربة الذين وصلوا إلى هذه الأرض , أن الولايات المتحدة الأمريكية  فتحت ذراعيها لكل وافد ليس من المغرب فحسب ولكن من كل دول العالم وبمختلف الجنسيات , فبمجرد دخولك الحدود أصبحت لك حقوق وواجبات , والواجبات تأتي بعد أن تتوفر لك الحقوق  فالجامعات تفتح لك أبوابها للتعليم ولو في سن متقدم , أمامك كل الإختصاصات والشعب , العمل في المحلات التجارية في الأسواق وفي المجال العام والخاص تمنحك هذه البلاد كل الإمكانيات لتكتري بيتا أو تصبح مالكا له , عند المرض تلجأ للمصحات المجهزة بكل الأليات المادية والمعنوية أطباء وممرضون ومسعفون يقومون بواجبهم بدون تمييز ولا أبالغ إذا قلت أن المصحات التي يتردد عليها الوزاراء نفس المصحات يتردد عليها  المغاربة وحتى الفنادق والمقاهي والمطاعم  تجد فيها كبار الشخصيات  ولا يتعرض أحد من المواطنين للمضايقة .
فيحز في النفس أن أجد إعلاميا أو صحفيا ينتهز الفرصة لتسليط سيفه على أمريكا وبداخله حقد كبير على المغاربة المهاجرين لتحقيق الحلم الأمريكي  , من خلال تصريحاته التي أعتبِرُها مقصودة  عندما يقول : ” هادوك المغاربة اللي في ميركان كيتفلعصو علينا بدولة الحق والقانون ونساو أن المغرب دولة الحق والقانون ” .
السي الإعلامي أو الصحفي , لماذا تختزل حقوق الإنسان والديمقراطية  في مشهد معزول لشرطي متوحش وعنصري , أو إحتجاجات  منظمة  سلمية تسرب داخلها لصوص ومشاغبون ومجرمون للقيام بالشغب وإضرام النار لإحراق السيارات وممتلكات الناس والتهجم على الشرطة , وتنسى أن الحياة اليومية هي الأساس هي عماد ميزان العدالة والحرية  المنضبطة بالإحترام للقانون  , فما تعرض له جورج فلويد ليس هو الأول في تاريخ أمريكا العنصري وخاصة المتعلق بالسود والأقليات , لكن هذا لا يسمح لك بالمقارنة مع المغرب .
إن تصريحاتك بأن المغرب حقوقيا وديمقراطيا أكثر من أي دولة أخرى فهذا تهريج لايقبله مريض نفسي في مستشفى الأمراض العقلية , فكيف ستحاول إقناع الرأي العام بكلامك المعسول والناس تعيش الفقر والتهميش تعيش الذل والقمع فما تكتبه أو تصرح به لايصلح يا إعلامي حتى للإستخدام في المراحض ( متأسف ) .
هل تعتبرنا سدج لنسمع كلامك المغشوش وأنت تحاول به إرضاء من أملى عليك بلسانه ما وجب كتابته أو إذاعته , فلا أنت ومسخريك سيقنعون مغاربة أمريكا , لكونهم واعون بما يجري ويدور داخل دولة الإستقبال , ويعرفون ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات  كما أنهم يحبون المغرب لأنه يسكن فيهم لأنه وطنهم الأول وليس لتجار المناصب أكلة السحت وناهبي المال العام وأن يتبادل الأحزاب الفاشلة على حقائب المسؤوليات وتهميش وإقصاء مغاربة الخارج من الحقوق الدستورية وتكريس شعار ” لا لمغاربة الخارج في الترشيح والترشح نعم لمغاربة الخارج في تحويلاتهم المالية ” هذا هو النصب بأم العين  .
السي الإعلامي أو الصحفي : مغاربة أمريكا أنظف من قلمك وما يسيل من مداد , إنهم قدر المسؤولية فقد نابوا على تدبير حكومة بأكملها عندما تضامنوا في هذه الجائحة وأعلنوا مساعدتهم للأسر المعوزة بسبب التفقير وبسبب الحجر الصحي دون بديل .
كان لزاما عليك يا صحفي أسيادك ألا تقوم بمقارنتك الخائبة فقد قارنت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال احتجاجات اخترقها لصوص ومشاغبون ومجرمون فقط وهذا عنوان للتمويه والتضليل لا نقبل به ولن نسكت عنه  .فكلامك هدفه إحراج مغاربة أمريكا مع السلطات الأمريكية لكن هذا في المشمش لأن أمريكا دولة الحق والقانون رغم التجاوزات المعزولة  والتي يتدخل فيها القضاء وعلى أعلى مستوى .
لماذا لم تقم بمقارنة للبرلمان المغربي والكونغريس الأمريكي
لماذا لم تقم بمقارنة بين دستور المغرب والدستور الأمريكي
لماذا لم تقم بمقارنة للحكومة الأمريكية في تدبير السياسات العمومية
لماذا لم تقم بمقارنة في القضاء وهبة العدالة وأنها أعلى سلطة
لماذا لم تقم بمقارنة التجارة والصناعة والقوة الصناعية الأمريكية
لماذا لم تقم بوعي الشارع الأمريكي في مجال الحريات وحقوق الإنسان
لماذا لم تتحدث عن شهداء كوميرا
لماذا لم تتحدث عن سنوات الرصاص التي اعترفت بها الدولة المغربية
لماذا لم تتحدث عن الشرطة المغربية قبل مجيئ السيد الحموشي
لماذا لم تتحدث عن عمداء شرطة أحيلوا على المحاكم المغربية بتهم مختلفة .
لماذا لم تتحدث عن رجال الأعمال واستقوائهم في مناصب سياسية .
لماذا لم تتحدث عن أسباب هجرة الكفاءات ؟
لماذا لم تتحدث عن الحراكة وقوارب الموت ؟

الشرطة الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية شرطة محترمة تقوم بواجبها وتحترم القانون وتعطي الصورة الحقيقية للدولة .
أما الشرطة الوحشية التي غمرتها العنصرية والتمييز فهي لا تمثل الشرطة الوطنية الأمريكية لكونها تحاكَم بالسجن والطرد من العمل كما حصل لقاتل جورج فلويد وغيره من السود وهم كثر .
يبقى المغرب مغربنا نتمنى أن يبعد الله عنه المنافقين ومن يخربونه من الداخل بتقارير مغلوطة وأخبار زائفة وتصريحات كاذبة وعاشت الجالية المغربية في أمريكا .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل