مقتل جورج فلويد قطرة أفاضت كأس العنصرية


خيوط تماس :
التمييز العنصري بدا واضحا خلال صورة الشرطي ” دريك شوفين ” وهو يستقوي على مواطن بإنزال ركبته على عنقه حتى زهقت روحه  وهو ممدد على الأرض ويداه مصفدة إلى الوراء , هل هناك أكثر من هذه العنصرية والجريمة الشنعاء التي كانت بمتابة القطرة التي أفاضت الكأس .
فرغم التاريخ مليئ بالقتل ومن نفس المصب , فكان الصمت والهدوء سيد الميدان , فقد اعتاد المواطن الأمريكي أن يحتج في إطار ما يخوله القانون بمسيرات سلمية  ترفع فيها كل الشعارات التي تكرس الديمقراطية وحقوق الإنسان و تجوب الشوارع الرئيسية بكل تأطير وتنظيم لإبلاغ المسؤولين بما يجري ويدور من خروقات تطال الأقليات .
فحسب ما نشرته جريدة الواشنطن بوست أن 1040 قتيلا من المواطنين الأمريكين السود على يد الشرطة  في العام 2019 ثم ما قبلها من سنوات دونت باسم سنوات الذل والعار من جراء التمييز العنصري ومواصلة بعض عناصر الشرطة إحتقار المواطنين السود إلى جانب الأقليات من مختلف الأجناس .

فقتل المواطن ” فلويد ”  بدم بارد من قبل شرطي في مشهد بشع , لم يكن جديدا على الشعب الأمريكي لكن في نفس الوقت كان ذريعة أساسية لإعادة الإحتجاج ورفعه لدرجة أعلى , ما جعل الأمر سهلا لانتشاره عبر وسائل التواصل الإجتماعي  حيث استجابت أغلب الولايات للنزول إلى الشارع في إشارة للإحتجاجات السلمية في وقت واحد , ما جعل حالة الإستنفار في الولايات المتحدة الأمريكية  بعد غزوة المحتجين ووقوفهم أمام البيت الأبيض وأصبح الخبر في كل القنوات التلفزيونية في العالم .
فقد أعرب الكثير من المواطنين أن الأمر ليس جورج فلويد بمفرده ولكن هناك ضحايا  تسببت فيها بعض عناصر الشرطة التي تستخدم أساليب وحشية وخارج القانون ما يسفر عن  ضحايا وقتلى في صفوف السود والأقليات وهناك أسماء عديدة  كان لها وقع في ذاكرة الأمريكين من بينها :
ترافون مارتن قتل في عام 2012
إيرك غارنر قتل عام 2014
مايكل براون قتل عام 2014
واتر سكوت قتل عام 2015
ساندرا بلاند قتلت 2015
أتاتيانا جيفرسون قتلت 2019
برونا تايلور قتلت 2020
وجورج فلويد قتل 2020 وان التقرير الرسمي للتشريح يؤكد ان الوفاة ” جريمة قتل ” اتت نتيجة توقف عضلة القلب أثناء الضغط على العنق ساعة الإعتقال , والمؤسف له أن الجمهور الذي كان يوثق شريط الفيديو طالب الشرطي برفع ركبته من على عنق فلويد الذي كان يردد قولته ” لا أستطيع التنفس ”  لكن الشرطي ” الأبيض” كان غير مبالي واستقوى ببدلته على من كان مداسا على الأرض واستمر في تعنيفه إلى أن خرجت روح جورج فلويد .

دائما نردد ” بدون شرطة لا أمن ولاسلام ” ما نؤكد أن العمل الذي قام به هذا الفصيل من عناصر الشرطة لا يمثلون الشرطة الوطنية ولا أهدافها  ولا تضحياتها ليل نهار لاستثباب الأمن واستقرار الساكنة , دائما كنا من المؤيدين والمنوهين  بتدخل الشرطة للقيام بواجبها ضد العصابات والمجرمين والمشاغبين ومن باعة المخدرات  واليوم نؤكد أن ما قام به الشرطي ” دريك شوفين ” لا علاقة له بالأمن ولا الشرطة الوطنية , هو عمل جبان يرقى للتمييز والعنصرية وفعل يحاول به صاحبه تشويه صورة رجال الأمن على المستوى الوطني .

من جهة أخرى أن الإحتجاجات كانت ناجحة في انطلاقتها , لكونها كانت مسيرات منظمة  ومؤطرة , لكن انتهز الفرصة جماعات من اللصوص والمشاغبين الذين قاموا بالتخريب والنهب والسرقة  وإثارة الفوضى في الشارع العام وكانت فرصة لهم للإنتقام بتكسير سيارات الشرطة  وإشعال النيران , فكان من الواجب على الشرطة الوطنية والتدخل السريع إلقاء القبض على كل من ساهم من قريب او بعيد في هذه الفوضى ما جعل المحتجين الحقيقيين ومنظمي هذه المسيرات مغادرة الشارع والعودة إلى بيوتهم .
نسأل الله العظيم أن يبدد هذا الغضب والفوضى وتعود المياه الى مجاريها وأملنا في العدالة الأمريكية التي نفتخر برجالاتها  وأن تقتص من مرتكبي جريمة القتل التي ذهب ضحيتها جورج فلويد .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل