لا تخرجوا …. قد يعانقكم الموت


حسن أبوعقيل
خيوط تماس :
أكتب اليوم هذه السطور للذين يرون في أنفسهم قدرتهم على الخروج إلى الشارع باسم التحدي معتقدين أنهم لن يصابوا بوباء كورونا ” الشبح ” أو أن عقولهم لم تستوعب بأن هناك جائحة سوداء تخطف الأرواح وأن الأمر مجرد إشاعات تتاجر بها الدول العملاقة إقتصاديا وتوهم المواطنين بالفيروس القاتل .
العالم الإقتصادي الذي تتحدثون عنه , مصاب بالفيروس وقتل منهم الآلاف , بل اختار رؤساء دول ووزراء ومسؤولين مدنيين وعسكريين وأطباء وخبراء , بل قتل الرجل والمرأة وقتل الصبي والشيخ ولم ينج منه الشباب , فمن أين لكم هذه الجرأة التي تجعلكم تتخطون عتبة الدار ونسيتم بأن العتبة عثرة قد توقع بكم تحت الأرض أو تحملون بخروجكم كفن أمهاتكم وآبائكم وأخواتكم وإخوانكم وجيرانكم وكل من طرق بابكم فأنتم قاتلوه .
أليس من الأخلاق الحميدة أن ننصت ونسمع ونطبق القول ونتبع ما أمرنا به , فلستم علماء ولا خبراء ولايعقل لكم أن تفتوا في مكان غيركم , فالمعلم معلم والنجار نجار والقاضي قاض والمسؤول مسؤول فلا يمكننا استباحة التفاهات وأن تفتوا في كل شيئ حتى أصبح الجاهل يدلي فيما لا علم له به ,
المسؤولية اليوم بيد أهل الإختصاص , وجميعنا نحن تحت الحجر الصحي مطالبون بالمكوث داخل بيوتنا لفترة معينة حتى تمر العاصفة في أمان وسلام , لزامنا البيت لا يعني أننا مساجين كما يروجها بعض التافهين , بل حماية لنا من الإصابة والحد من انتشارها وتعميمها , إنها إجراء إحترازي للخروج بأقل خسارة الأرواح إلى أن يوجد العلاج الناجح .
المؤسف أن أذانكم صماء , تتحدون أمهاتكم وآباءكم وتخرجون للشارع غير مبالين بالأضرار والأخطار ومنكم من عاد لبيته وهو حامل للفيروس الفتاك وربما عممه داخل البيت كله وألصقه بأفراد أسرته , فمن المجرم السفاح غير أنت الذي تخترق القانون بأنانيتك وتهورك وترفع من عدد الإصابات وكأنك هداف يسعى للحذاء الدهبي .
نسأل الله لنا ولكم الهداية وعودوا إلى بيوتكم واجعلوها مصحة ومشفى لكم تتغلبون من خلالها على هذا الوباء الذي لا يعرف العالم متى نهايته علما أن الحكومة المغربية وضعت قوانين جديدة خاصة للطوارئ قد يكون كل من اخترق الأوامر والتعليمات معرض للغرامات والسجن وعقوبات زجرية تصل إلى 5 أعوام سجنا نافذا ولا تلومن إلا أنفسكم , فلا تخرجوا قد يعانقكم الموت .
فاصل ونواصل