كفاكم من نصف الكأس الفارغ


على غرار باقي الجاليات المغربية في دول الإستقبال , الجالية المغربية الأمريكية لها نصيب في خدمة العمل الجمعوي حسب المؤسسات الحاضرة باسم جمعيات أو أندية أو فاعلين , ومايزيد قيمة ذلك التفاعل والتجاذب الذي دفع بالبعض الخروج عن صمتهم ليتحملوا بعض المسؤولية في خدمة الجالية سواء بالآراء أو من خلال بعض الإقتراحات الموضوعية بعيدا عن إنتاج الشتات وبسط الأشواك والتشكيك في نوايا الناس .
قد وصل جيل إلى هذه الأرض السعيدة , وحاولوا بكل ما في وسعهم من ركوب قطار جمعوي كما هو الحال في أوروبا , فكانت مبادرات نعتبرها من أرقى الأنشطة التي إنطلقت من باب الإنسجام بروح مغربية محضة حيث التآخي والتضامن والتآزر في السراء والضراء , ولا أحد ينكر العمل الجبار الذي تجلى في خلق نادي رياضي يجمع الوافدين الجدد من المغرب وتعزيزهم بأبناء الجالية المولودين بدولة الإستقبال حيث كان الهدف إحتضانهم خوفا من التعاطي للمخدرات وألوانها وحمايتهم من الإنزلاق في مستنقعات قد تعود عليهم بالندم والحمد لله أن أغلبهم درسوا ونالوا الشواهد العليا (…)
جمعيات أخرى نهضت بالأعمال الإجتماعية وقدمت الكثير للمرأة المغربية , فشجعتها على تعلم اللغة الإنجليزية , وحسستها بدورها كأم وشريك في الحياة الأسرية وأن تكون جنبا للزوج في التغلب على الصعاب والبحث عن مستقبل زاهر حيث تجد فيه المرأة الكرامة والإحترام .
كما ساهم البعض في تأسيس مدارس ” الأحد ” لتعليم اللغة العربية لأبناء جاليتنا فحين أخرين كان لهم دور في إعطاء دروس التقوية في اللغة والرياضيات والعلوم .
وأمام هذه الحركية , إتسع المجال عبر الولايات واتخد طابعا جديدا فارتفع مؤشر تأسيس الجمعيات عير الولايات الكبرى قصد خلق الفرحة وأجواء الأعراس المغربية بسهراتها وحفلاتها وكان أول لقاء على مستوى كبير وكان مناسبة للتعارف فيما بين المغاربة على مختلف الولايات والمدن , ما جعل البعض يفكر في تأسيس جديد يجمع الشتات من خلال بيت مغربي موسع يشارك فيه كل المغاربة في أمريكا .
فعلا نجحت المبادرة وكان لها صيت كبير , حيث كان الإهتمام بالوحدة الترابية التي كانت هدفا لوحدة المغاربة أينما كانوا في العالم . ومنها إنطلقت الأنشطة وتفرعت على العديد من المستويات منها الثقافية والرياضية والإجتماعية دون إغفال الجانب الإستثماري
وبعدها مباشرة أتت فكرة جديدة لخلق شبكة للتواصل فيما بين جميع الولايات في وقت عرفت الساحة الأمريكية دينامية جديدة من الأنشطة المتنوعة في صالح الطفولة والمرأة والشباب والأسرة .
ومع الموجة الجديدة إرتأت بعض المجموعات خدمة الجالية من خلال وسائل التواصل الإجتماعي باعتباره أرضية جاهزة لا تتطلب إلا الفعل والفاعل وظهرت لغة ” المباشر ” فأبدع ناسها في تقديم الخدمات الإجتماعية والإنسانية والخيرية فحين أختار البعض تأسيس جمعيات لاستقبال الفائزين في القرعة وتقديم يد المساعدة إنطلاقا من المغرب إلى وصولهم بالولايات المتحدة الأمريكية .
لم تتوقف الأنشطة في هذا المجال فحسب , فقد اختار آخرون تأسيس مجموعات على التواصل الإجتماعي وخلق أكاديميات إستقطبت كفاءات لتشجيع الشباب على الإبداع والإبتكار والإندماج فحين فضلت مجوعات أخرى العمل على تقديم المساعدات الطبية للمرضى من ذوي الدخل المحدود أو من الفقراء .
الواجب ألا ننسى مبادرة قيمة إرتأى أصحابها عدم إقصاء المغاربة في أمريكا فقاموا بتأسيس إطار مغربي على شكل بيت مغربي يضم في فروعه كل الولايات وفتحوا المجال للإنخراط دون شروط تعجيزية أملا في الحوار واضعين الأهداف المتوخاة من التأسيس في انتظار برنامج مسطر يرى النور على أرض الواقع .
وقبل أن أختم هذه السطور لابد من التنويه بكل الإذاعات المغربية الأمريكية التي تركت بصمة قوية داخل مغاربة أمريكا على الخصوص وتحاول في كل برامجها القيام بدورها الإعلامي والتحسيسي بكل القضايا .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل