خطوط تماس
عندما نتحدث عن مغاربة الخارج فإننا نتحدث عن مجتمع شاءت الظروف أن تجعله متفرقا على دول الإستقبال حسب اختيار الفرد وطموحاته وأهدافه لتحقيق مسار عيشه ومعاشه … فكثير منا خرج مهجرا لصعوبة العيش داخل الوطن حاملا مأساة الحلم الذي لم يتحقق (حقوق وكرامة وعدالة إجتماعية وتعليم وتطبيب وسكن لائق وعمل ) رغم تحصيله الدراسي والثقافي والعلمي وحيازته على شواهد عليا معلقة على جدران غرفة لم تغير لونها ولا أثاثها مند جلاء الإستعمار .عُمرٌ بدون أعياد الميلاد , وموق مبلل بدمعة حزينة تعيش في ديمومة لا تفرق بين النهار والليل مكنت الفرد منا أن يغادر البلاد إلى الضفة الأخرى برا وبحرا حافيا أوعاريا لاشيئ يخفيه , مصرحا بممتلكاته كرسالة للتاريخ .دول الإستقبال فتحت أبوابها ورحبت بالمهاجرين , حيث يتوفر التعليم الإبتدائي والثانوي والجامعي والسكن اللائق والعمل سواء في الإدارات العمومية أو الخواص وكيفما كانت الغربة تشعر أنك إنسان وكرامتك محفوظة تحت إمرة القانون المعمم على الجميع .الهجرة لم تكن يوما حقد على الوطن , لم تكن يوما إستعلاء على المواطنين ولم تكن يوما تشريف , بل الهجرة مجال خصب لإعادة التأهيل في كل الميادين أمام التطور وتقدم الحضارات والبحث العلمي , مجال يفتح لك أبواب التيسير في التعليم والتهذيب حيث يتساوى الأفراد وتلغى الرواتب والمراتب والجميع يخضع للقانون والمساءلة أمام المسؤولية بفضل استقلال المؤسسات واستقلال الإختصاصات دون تداخلها مع تواجد قضاء مستقل ونزيه , وحتى لا يقال أنها المبالغة , هناك تقصير لكنه ناذر بحجم الإنتكاسة التي نعيشها داخل الوطن .مغاربة الخارج يعيشون الشتات , ليست لهم إرادة كما هو حال الصينيين الذين أصبحت لديهم مدن تسمى بإسم دولتهم في كل العالم , أصبحوا قوة ضاغطة يتحكمون في تسيير وتدبير السياسات الترابية على المستوى المحلي بفضل غيرتهم على بعض ويشجعون الوافد الجديد حتى يتأقلم مع الوضع الجديد .لازال البعض منا يعيش على مصطلحات القيل والقال , وتتبع عورات الناس والترقب لاصطياد أخطاء الآخرين ودون حمرة الخجل ورشق الناس بلسان سليط منصبا نفسه العارف والمنقد ساعة الغريق منغمسا في كبوة من الفساد مدعيا التربية والأخلاق بلسان عمر بن الخطاب فحين لا تراه الجالية إلا مسيلمة الكذاب .مغاربة الخارج في أمس الحاجة إلى التكثل إلى جمع الشمل بدلا من التفرقة وشحنها بالكيد والحسد وتمويهها بالأخبار الزائفة والبهتان على الناس وتكريههم في الجمعيات والعمل الجمعوي المدني والحقوقي .من يتحدث في الناس بلسان قذر عليه أن يكون آهلا للمواجهة ليس بالكلام والثرثرة بل ببرامج جادة وأنشطة إشعاعية تستفيد منها أنت وأنا والآخرين من عباد الله المحترمين لأنفسهم ونقدرهم حق قدرهم .فمن واجب كل منا أن يضحي بوقته من أجل الأبناء من أجل فلذة أكبادنا , النسل الصاعد شباب المستقبل , علينا أن نؤسس يدا واحدة بأعدادنا كل من موقعه وموطنه فليس الأمر على الله بعسير إن كانت نية الجميع صادقة ولله خالصة , ساعتها سيكون الصوت مسموعا وتسقط الأنانية بتواضعنا .على الجالية أن تكثر في الموائد الحوارية بغية التكوين , ومن أجل التأطير فبيننا كفاءات لابد من الدفع بها إلى الأمام خاصة أن دول الإستقبال تفتح المجال لكل الكفاءات وتستفيد من خبرتها وفي نفس الوقت سنستفيد كجالية من الخدمات على كل الجبهات وفي كل الميادين سواء التعليم والصحة وفرص الشغل .لم يعد لنا الوقت في إعادة سيناريوهات خلق المشاكل وصناعة الإفك من أجل التسلية التي ندفع ثمنها اليوم باهضا حيث سقطنا في عدم الثقة والتفرقة .فلطي الماضي ننتظر أي مبادرة من أي فرد من أبناء الجالية أن يقيم مائدة للحوار للتصالح مع الذات وخلق نقاش جاد يؤثت لغد تتحقق من خلاله كل آمال مغاربة الخارج فاصل ونواصل .
حسن أبوعقيل