جالية مغربية أم رجال المطافئ ؟

جالية مغربية  أم رجال المطافئ ؟
في كل حدث تستنجد القنصليات المغربية ببعض الجمعيات والفاعلين السياسيين , للخروج والتظاهر والتنديد كما هو الحال وما عشناه مع ملف قضية الوحدة الترابية (…) فكانت الجالية دائما حاضرة  معلنة غضبها واستياءها  للمخططات التي تنهجها جبهة البوليساريو تحت إمرة الجارة الجزائرية المفتعلة لملف الصحراء والداعمة ماليا وعسكريا للإنفصاليين … فكانت وقفات الجالية المنددة كواجب وطني وغيرة على التراب المغربي  ودفاع مستميت عن الوحدة  من شمال المغرب إلى جنوبه .
فعلى غرار هذه السيرة المحمودة للجالية المغربية سار مغاربة أمريكا وصنعوا الحدث وأكدوا للرأي العام الأمريكي ارتباطهم الوتيق بوطنهم وافتخارهم بمغرب الشرفاء الأبطال والأحرار فنسجوا علاقات مع أعضاء الكونغريس الأمريكي ونواب دوائرهم من برلمانيين  وشخصيات سياسية داخل محافل الأمم المتحدة  وكثير ما قامت جاليتنا بدعوة  المسؤولين الأمريكيين  لأنشطة  مغربية  تحسيسية بتاريخ وجغرافية المغرب والتعريف  بقضية الصحراء المغربية  ومناورات الجزائر وأهدافها  من افتعال ونسف المساعي الحميدة للأمم المتحدة لإنهاء الصراع الدائر (…) فهل هذا كاف أمام تحركات البوليساريو وأنشطتها طيلة العام  ؟ وهل من واجبنا أن ننسف ما تقوم به الناشطة أميناتو حيدر من أجل كسب عطف الرأي العام الدولي من خلال الكونغريس الأمريكي ؟
الندوة الأخيرة التي أقامتها defence forum foundation على شرف  أميناتو حيدر  داخل الكونغريس الأمريكي تعد خطوة ناجحة من الخطوات التي تلعبها جبهة البوليساريو وأنصارها  كالمعتاد , والتي دائما يجد المغرب أمامه أكثر من صفعة تستدعيه إخراج المغاربة  الأمريكيين  للتظاهر والتنديد بالشعارات   وحمل اللافتات  بدلا من عمل جاد وبرنامج مشرف طيلة السنة وليس مناسباتيا  مادام الدعم المالي موجود مع الأسف تستفيد منه  جمعيات اللوبينغ التي لا تعرف تاريخ الصحراء المغربية ولا تعرف حتى قراءة الرسائل باللغة العربية  فلماذا نقف عثرة في وجه أنشطة العدو والدولة المغربية لازالت تمنح أميناتو حيدر جواز سفر مغربي وأنها تتمتع بالجنسية المغربية رغم  خيانتها للبلاد والعباد ووصفها للمغرب بالدولة الإستعمارية  واتهامها للسلطة المغربية بانتهاك حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية وتأليب الرأي العام دون القيام -الدولة المغربة – بأي إجراءات قانونية في حقها  والقانون  واحد يطبق على الجميع (…)
أمام هذه المعطيات لماذا ندعو  مغاربة أمريكا للإحتجاج  على إقصائهم  من حضور الندوة التي أقيمت على شرف أميناتو حيدر والتي كما كان متوقعا أنها ستدلي  من خلال  كلمتها برسائل ضد المغرب وسياسته تجاه مجال حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية  , فلماذا ننتظر مثل هذه المناسبات ثم نتحرك ونعلي صوتنا ونرفع لافتات التنديد  الذي أصبح متجاوزا  كطريقة تقليدية , أليس من الأجدر أن نساعد الجالية المغربية الأمريكية القيام ببرامج  سنوية , أنشطة تهم الوحدة الترابية  على رأس كل أسبوع وعلى مستوى الولايات المتحدة كلها مادام اللوبينغ فشل في دوره وفشل في  القيام بندوات داخل الكونغريس وفشل في استقطاب نجوم السينما ونجوم كرة القدم والمغنيين العالميين ورجال السياسة   وعلى ما يبدو أن الجالية خدمت قضية الصحراء وفشل اللوبينغ رغم منحه الملايين من الدراهم  والنتيجة  تقديم المودة التاريخية التي تدمت بها رايس لولا التدخل الملكي المحمود وتسليم جائزة حقوق الإنسان للناشطة  أميناتو من خلال مؤسسة كندي بحضور أعضاء الكونغريس الأمريكي وشخصيات كبرى  والندوة الأخيرة التي أقامتها ”  ديفونس فوروم فوندايشن ” المؤسسة من أعضاءالحزبين الجمهوري والديمقراطي  .
فالجالية ليست رجال مطافئ , كلما اشتعل حريق  إلا وأخرجناها لإخماده  (…) فماذا استفاد مغاربة أمريكا من المجلس الأعلى للجالية فلا ثقافة  مغربية  ولا خصوصية , المذهب المالكي  تصلى عليه صلاة الجنازة أمام موجة من علماء المشرق ودول الخليج وطلبة  الجامعات السعودية  مما يؤكد أن الشأن الديني لابد من مراجعته بخصوص أبناء الجالية في أمريكا وعدم تشجيع تدريس اللغة العربية  عدم تخفيض أسعار تذاكر السفر من قبل الخطوط الملكية المغربية  تهميش الصحافة المغربية في أمريكا وإقصائها من جميع البرامج الحوارية والغطيات الرسمية , إقصاء الصحف المغربية الورقية والإلكترونية في أمريكا من الدعم السنوي ومن بطاقة الصحافة ومن المجلس الأعلى للصحافة المزمع تأسيسه  وكثير من الغموض (…)
إن هذا الرأي هو رأي شخصي من وطني غيور يحب البلاد والعباد , وليس كما سيؤوله البعض وينسج تقارير مغلوطة , لكن تاريخنا النضالي ووقوفنا ضد أعداء الوحدة الترابية موتق من خلال العديد من المقالات ومنشوراتنا المطبوعة التي تكشف عن هويتنا ومصداقيتنا ووطنيتنا  وتبقى مثل هذه الرسائل المفتوحة  مجرد انتقاذات قد تفيد وتستفيد منها  رجالات  السياسة والعاملين الجمعويين  بدلا من الإرتجاال وتبدير الماال العام ومضيعة  للوقت والعاقل لايراهن على فرس أعرج .
حسن أبوعقيل – صحفي