تحقيق التنمية مرتبط بتغيير النخب

تحقيق التنمية  مرتبط بتغيير النخب  ومحاكمة الفاسدين.
جميل جدا أن نعيش الأمل من خلال ما حمله خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب والتي أصر فيها قائد البلاد على معالجة القضايا الكبرى بانخراط الجميع من أجل إنجاح النموذج التنموي الجديد والمتميز باعتباره نموذج مغربي خالص .
إن أهم النقط التي ركز عليها الملك  تتطلب قبل أي فعل أو تفعيل, إقالة الوجوه التي ارتبط إسمها باللامبالاة  وساهمت في تعطيل التنمية بأي شكل من أشكال التدبير الفاشل وكلف الخزينة أموالا  كان مصيرها الضياع  ونتائجها مزيدا من المحن وقضايا عالقة أوجبت محاسبتهم ومحاكمتهم تجسيدا لروح الدستور وتكريسا فعليا للديمقراطية الحقة والعدالة  .
إن تحقيق النموذج التنموي الجديد يرتبط ارتباطا بتغيير النخب التي شابها الفساد وأصبحت فاقدة مصداقيتها داخل المجتمع ودعوات متواصلة من أجل محاكمتها وإلا فالمواطن لن يهدأ له بال إلا بعد رؤية المفسدين وراء القضبان وداخل السجون .
فاللجنة المنتظر تعيينها في غضون الأسابيع المقبلة , لتكون لجنة ذات مصداقية فلابد تحريرها من وجوه تحملت المسؤوليات سابقا لكون التجارب السالفة فاشلة جعلت من المغرب بلدا يحتل الرتب الأخيرة في العديد من المؤشرات مما يتطلب التغيير وتقديم وجوه شابة جديدة حلمها خدمة الوطن والمواطن خدمة البلاد والعباد بكل مسؤولية مؤمنة بالمحاسبة لا تهاب إلا الخالق وتطبيق القانون ونصرة كرامة المواطن .
فلماذا النموذج التنموي الثالث إذا لم نعترف بفشل النماذج السابقة ونحرص على تصحيح الأخطاء ونكشف عن مواطن الضعف وتتويج المرحلة بإقالة المسؤولين حتى يتسنى لمن يأتي أن يكون عازما على القيام بالواجب في أحسن الظروف ومخلصا للقسم الذي كان عهدا بينه وبين الله وأمام الشعب .
مشكلتنا ليست في البرامج وليست في تصورنا للمشاريع الهادفة , بل مشكلتنا في التنفيذ والمسؤول عن التنفيذ , فإذا كانت السلطة التنفيذية عاجزة عن القيام بواجبها , وبحكم الأغلبية البرلمانية لم نستطع سحب الثقة , فالواجب أن يعود الأمر لملك البلاد لإقالة الحكومة او القيام بتعديل وزاري قصد الخروج من أزمة وشيكة قد تؤثر على مسار تدبير الشأن العام الوطني وتعود سلبا على جميع القطاعات التنموية .
إذن في هذه الأثناء يصبح التدخل الملكي فرض نفسه لتغيير ما وجب تغييره , وتقديم كل من تبث تورطه في الفساد  وخلق ازمة حقيقية أثرت بشكل فضيع على برامج التنمية السابقة والتي كلفت الخزينة ميزانية ضخمة في الدراسات والبحوث وكانت النتيجة الفشل وعودة جديدة لتهيئ ميزانية جديدة بغية تقديم برنامج تنموي جديد .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل .