كأول مقال افتتح به مشاركتي بهذا المنبر وددت كثيرا أن أكون متفائلة وأتطرق إلى أمجاد المرأة وما وصلت له من مراتب سامية إلى جانب الرجل ومدى الأدوار المهمة التي تقوم بها في بناء المجتمع ، لكن وجدت جانبا آخر جذبني أكثر رغم الزركشة والألوان التي تبدو ظاهريا إلا أن عمقها قاتم للأسف . عن عنف المرأة أحكي. نعم بالرغم من التشريعات السماوية والقوانين الوضعية والمواثيق الدولية …لا زالت المرأة تعنف بكل صور العنف الجسدي والنفسي واللفظي والجنسي والاقتصادي…فواقع الإنسانية يقول أن من بين كل ثلاثة نساء تتعرض واحدة على الأقل في حياتها للعنف (ضرب ، إكراه ، اعتداء، إيذاء …). فصور العنف مازالت تتكرر في كل دول العالم متقدمة أو متخلفة وتشمل كل الطبقات المثقفة والمتوسطة والجاهلة . أكيد إن الأسباب تختلف من اجتماعي/اقتصادي /سياسي/تعليمي/تربوي. ..لكن تبقى النتيجة واحدة تتركز أولا في فقدانها لإنسانيتها، واختلال دورها في القيام بمهامها ورسالتها في الحياة ، فبسلبها حقوقها الأساسية من كرامة وأمن واستقرار يتقلص دورها في بناء المجتمع ورقيه . فلا بد من تفعيل كل التشريعات و القوانيين والمواثيق التي تنادي باحترام المراة والمحافظة على عيشها الكريم وهذا هو المناخ الطبيعي والسليم الذي من المفروض ان تنعم به حتى يتأتى لها المساهمة في بناء عالم يقوم على السلام والأمن والاستقرار والتناغم الإنساني في أرقى صوره
بشرى اشبوك