الوزارة المكلفة بالجالية على صفيح ساخن

اللقاء الثالث  تحت شعار ” مغاربة العالم كفاءات لمغرب الغد ” كان انتكاسة  حقيقية  حركت مغاربة امريكا وأثارت  نقاشات قوية شاركت فيها جمعيات  وفاعلين ونشطاء وكفاءات عالية المستوى  تم تجاهلها وإقصاءها  لكون الجهة التي اعتمدت أسلوب الإنتقاء وعملية الإختيار بعيدا عن الشفافية والنزاهة والوطنية  واستعانت بأشخاص  كانوا السبب في اقتراح أسماء وتزكيتهم و أغلبهم لا علاقة لهم بالعمل الجمعوي  وغيابهم التام  في كل الأنشطة الوطنية  خاصة  قضايا الوحدة الترابية  مما يستدعي طرح أكثر من استفهام  باستثناء بعض الأسماء وهي على رؤوس الأصابع التي  يُسجل إسمها بمداد الفخر لما أسدلته من عمل جبار في خدمة الجالية وخدمة الوطن وعلى مستوى عال جدا ؟؟
فحتى نكون على صواب أكثر فمغاربة أمريكا ليس لهم موقف ” حسد ”  ضد من  أختير من كفاءات تستحق دعوة من وزارة الجالية  أو غيرها من الإدارات المغربية  ولكن الأمر يتعلق بالمعايير التي تم بها الإنتقاء بكل سرية  في وقت مَكْسب دستوري  يعتبر حق الحصول على المعلومات حقا من الحقوق والحريات الأساسية التي نص عليها الدستور الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.91 بتاريخ 29 يوليوز 2011، ولاسيما الفصل 27 منه ,  ألزمت الإدارات العمومية بضرورة تمكين المواطنين من الحصول على المعلومات واتخاذ التدابير الكفيلة لممارستهم لهذا الحق، تعزيزا للشفافية وترسيخا لثقافة الحكامة الجيدة فأين وزارة الجالية من هذا الحق الذي أُعدم بمقصلة المحسوبية والزيونية وحتى المحزوبية كانت حاضرة أمام السرية التامة إلى يوم اللقاء الذي دارت أطواره أيام 3 و4 أبريل 2018 الذي يصادف الذكرى السنوية لكذبة ” ابريل ” مما أثار حفيظة الجميع (…)

المشكل اليوم قلّب صفحات هذه الوزارة الوصية وأخرج تساءلات مغاربة أمريكا للعلن لتقييم دور الوزارة المكلفة بالجالية والمنوط بها تقوية التضامن والنهوض بالعمل الإجتماعي والحفاظ على الهوية وتيسير الاندماج وتمثيل الحكومة في الملتقيات الدولية فماذا تحقق مند دستور 2011 كعهد جديد ومكتسبات ,  فكان من واجب هذه الوزارة صيانة الفصول الدستورية التي تهم مغاربة العالم والضغط من أجل تنزيل القوانين مادام الصمت دعم لتجارة رابحة بملف مغاربة الخارج (…)
القضايا كثيرة تتخبط فيها الجالية والوزارة لا تعطي الأهمية للأولويات فعوضا القيام بلقاء الكفاءات الفاشل ونقول ” الفاشل ” لكون اللقاءات السابقة فاشلة لم يتحقق منها أي شيء وتعطلت الوعود كما تعطلت المواقع الرسمية للوزارة www.mre.gov.ma
والنتيجة أن خطاب الوزير لا يخرج عن إطار الخطاب الشفوي الإنشائي , أحلام وآمال للقرون القادمة أما الآنية فمصيرها محكوم عليه بالصمت الأبدي تتمتع به جاليتنا بحقوق الأموات إلا من رحمه ربه بعطاء الوزارة وكرم الضيافة لتلميع الصورة  بضبابيتها وتشويهها  ويبقى امل الوزير إتمام ولايته  وإتمام ميزانية الوزارة على سيرة
” الله يخرج سربيسنا على خير” .
فالكفاءات عالية المستوى تم تكريمها من قبل المجتمع المدني بأمريكا  بعيدا عن  القابعين على كراسي المسؤوليات التي تخضع للخنوع والإملاءات والمحسوبية التي وجب محاربتها بكل السبل وتبليغ الرسالة إلى ملك البلاد من أجل تحكيم يعطي للجالية المغربية حقها  أمام تعنت الوزارة المكلفة بالجالية , ونسجل أن الوزير السابق أنيس بيرو اتهم رؤساء الجمعيات ب ” الشفارة ” في حين أن وزارته لم تدعم جمعيات المجتمع المدني إلا 5 جمعيات من مجموع 80 جمعية وما يفوق (…) فلا يجوز لوزير وليس من حقه أن يتطاول على المواطنين لأنه من المفروض أن يكون خادما لهم  بكل تواضع وأن ” النفخة على الخوة ”  فلن يقبلها جمهور مغاربة العالم أمام وزير أنشطته كانت فارغة ولقاءات ” القس ” ” والرقص ” والركوب على ملف المرأة باسم ملتقيات نسائية انتهت مع اختتام الحفلات هنا وهناك .
أما الوزير بنعتيق فمند تعيينه على رأس الوزارة لم يقم بأي أمر يهم مغاربة الخارج فهو نسخة مصورة لسابقه يحسن الرحلات والجولات والزيارات وليس مرغوبا فيه داخل أوساط مغاربة أمريكا ولا ينتظر إستقباله بالورود (…)
فاصل ونواصل

حسن أبوعقيل – صحفي