الأخبار الزائفة من المسؤول عنها في حدود جغرافية  المغرب


الحديث عن الأخبار الكاذبة أو الزائفة  أمر ليس وليد الساعة , فقد استخدمته الدول في  حربها الإعلامية مع الدول المعادية  مند الحرب العالمية الأولى والثانية  كما استخدمته الدول نفسها  في تمرير أجنداتها  وعلاقاتها الدولية  من أجل المصالح الخاصة مع  اختلافها  وأهميتها  سواء تعلق الأمر بالسياسة أو الإقتصاد أو التصنيع في المجال العسكري .
موضوعنا سأركز من خلاله على نظرة شمولية تهم المغرب على الخصوص  حول المعلومة الكاذبة أو الخبر الزائف ومن وراءه ومن يدعم مثل هذه  الأنباء التضليلية  التي يبقى لها تأثير كبير على الرأي العام  مع الإنفتاح ووسائل التواصل الإجتماعي الحديثة  دون الغوص في ماهية الأخبار الزائفة أكثر ما نود إعطاء صورة كاملة حول هذا الزيف المغرض .
أحمل المسؤولية الأولى  للأحزاب المغربية التي تستخدم الأساليب  للتشويش على أحزاب الند وتسخر في هذا الجانب منشآتها الإعلامية لتضخيم الخبر أو المعلومة  من خلال كتابة مقالات على شكل سيناريوهات  منسقة تستهدف القارئ ثم شريحة المجتمع كمتلقي لهذه المعلومة فتمَرَر بانتشار واسع كما هو حال اشتعال النار في الهشيم (…) فيصبح الخبر في متناول الجميع وحديث الساعة داخل المقاهي والشارع والبيوت وفي أوساط العمل , وقد عشنا مراحل متعددة مع جل الأحزاب التي كانت تفبرك الخبر الزائف وتسويقه للإطاحة بحزب معين في الإنتخابات سواء جماعية أو برلمانية  وكان الجميع يساهم في ذلك من أجل  قوة هذا الحزب باسم النضال وتحت راية الإيديلوجية والنسق السياسي حسب ما يقولون .
فالمنشآت الإعلامية الحزبية  رغم ديليتها للمكاتب السياسية للأحزاب فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة  في نشر الأخبار الزائفة  من معطيات غير صحيحة  كما هو حال بعض الأقلام الصحفية التي لا يمكنها أن تكتب بحرية  أو تنتقذ الحكومة اعتبارا ان الجريدة ناطقة بلسان حال الحزب الذي يشارك في الأغلبية  وهنا يقع الصحفي في تمرير المغلوط وإيهام القارئ  بالمشاريع التي لم تر النور بعد كما يركز  صاحب القلم على أنشطة  وزراء الحكومة  بالتطبيل  على أساس الجدية والنزاهة والشفافية والعطاء ويصور للرأي العام مدى  نجاح الوزراء في تنزيل البرنامج الحكومي  لخدمة الصالح العام .
فإذا عدنا إلى 2011 بعد دستور المملكة الجديد وحكومة السيد بن كيران ووصول حكومة العثماني عاش المغرب أسوء مراحل الأخبار الزائفة  فالتغليط كان سيد المواقف  وكانت الصحف الحزبية  أغلبية أو معارضة  على قدم واحد  من صناعة البهتان وتزييف الحقائق
فقد مارست الصحافة المكتوبة والإلكترونية  دورها في المنافسة  الغير الشريفة فمن يحارب المرجعية الإسلامية  ومن يحارب العلمانية  ومن يصور نفسه عمرا بن الخطاب ويلوح للآخر بمسيلمة الكذاب  وهكذا  شاعت أخبار زائفة بالخيانة العظمى وبيع الأسلحة للبوليساريو والتواطؤ مع الجنيرالات الجزائرية  وأخبار تفيد علاقة سياسيين كبار بالمخابرات المغربية والتخابر ضد أحزاب الوطنية وعلاقة شخصيات بشبكة المخدرات  وكثير من الألغام التي شاعت داخل  فضاءات التواصل الإجتماعي ووجدت من يتبناها على أساس أنها حقيقة ويبقى الضحية الشعب المغربي  الذي يجد نفسه بين مد وجزر  قريب من البهتان بعيد عن الحقيقة .
يأتي دور بعض الصحف التي تعتبر نفسها مستقلة أو حرة أو ما يحلو لها من تسميات , مع العلم أنها مدعومة من أحزاب  كما هو حال بعض جمعيات المجتمع المدني التي فرختها نفس الأحزاب ( سنعود لهذا الموضوع )  وهذا مكمن الفساد حينما نجد هذا اللون الصحفي يعتمد على طمس الحقائق ونشر صور مفبركة  تعود لتواريخ قديمة أو لدول أخرى لا علاقة لها بواقعنا  وانطلاقا من هذه الفبركات نشم رائحة السم في الدسم  وتضارب المصالح التي تنهك كاهل الأمة  فحين الأحزاب برمتها تستفيد من دعم الدول والواقع يؤكد ما نقول لكون من كان يملك دراجة نارية أصبح اليوم يقود سيارة فارهة  ومن يسكن في دور الصفيح أصبح اليوم يسكن القصور ,  وحتى بعض الصحفيين كان لهم  نصيب الأسد من الغنيمة .
الأخبار الزائفة  كما عرفتها ” شبكة الصحافة الأخلاقية ” : (
 خبر مُختلق عمدا يتم نشره بقصد خداع طرف آخر وحثّه على تصديق الأكاذيب أو التشكيك في الحقائق التي يمكن إثباته .) لهذا نحن في أمس الحاجة لصحافة لا تخضع لأمناء الأحزاب ولا للمسؤولين , نريد أقلاما صحفية تخدم الرسالة بكل مهنية  تتحرى الخبر بكل موضوعية لا يهمها الأظرفة المالية أو دعوات العشاء وليالي الملاح والسكر إلى الصباح  .
المجتمع المغربي أصبح يكذب الصحافة والسياسييين والمسؤولين  مع العلم أن هناك أشراف المهنة  ,
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي