أخيرا تنتصر السياسة الرشيدة للملك محمد السادس التي انتهت في دورتها 28 بالقمة الإفريقية والإعلان عن قبول المملكة المغربية عضوا بالإتحاد الإفريقي مما يؤكد أن الدبلوماسية الملكية كانت على تأهب لتسجيل أول إصابة في مرمى الدولة الجزائرية ومحاولاتها في نسف المبادرة الملكية داخل إفريقيا لكن ما لم تنتبه إليه الجزائر هو أن خارطة الطريق التي سلكها المغرب كأول حلقة هو إقناع الدول الإفريقية بأن الإتحاد الإفريقي في أمس الحاجة إلى الدولة المغربية بسيادتها وحدودها الجغرافية وبمقاربتها الأمنية واستقرارها واقتصادها وتجربتها وخبرتها وهذا أمر سيعيد التقارب وتجديد حسن العلاقات ,ومن جهة أخرى يؤكد حسد الجارة الجزائرية وكرهها للمغرب فقد ضرب الإعلام بجميع مكوناته تعتيما على قبول عضوية المغرب وعودته إلى البيت الإفريقي و نسجل فشل الجزائر في مسعاها المنحرف نحو الطريق المسدود (…)
فانتهاء القمة على إيقاع انتصار مغربي بعودته إلى مقعده الفارغ لمدة 33 عاما هو انتصار للدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية والدبلوماسية الإعلامية وانتصار للشعب المغربي المناضل على مستوى الجبهة الوطنية وتشتبته بالوحدة الترابية وانفتاحه على العالم الخارجي بالتعايش والتسامح والإخاء حاملا راية السلام في كل المحافل الدولية لقناعاته بالحوار وتقاليده وعاداته السمحة .
السؤال الذي غاب عن الدول الأعضاء في الإتحاد , ماذا قدمت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية منذ 33 عاما لهذا الإتحاد وماهي القيمة المضافة للإتحاد من عضوية البوليساريو التي لازالت السيادة مرفوعة عنها وليس لها حدود الدولة جغرافيا لكونها نزيل فوق التراب الجزائري وهذا امر يتنافى والنظام الأساسي للإتحاد الإفريقي في مواده عكس المغرب الذي غاب عن المنظمة وانسحب كبطل يرفض الخيانة والإنقلاب على المواد القانونية لمنظمة الوحدة الإفريقية لكنه استمر في علاقاته الثنائية مع جميع الدول الإفريقية سياسيا واقتصاديا ودينيا وهذا ما لم يجعل من الإنسحاب عرقلة في تاريخ علاقاته الدولية وبقيت كلمة المغرب مسموعة وتؤخد بمأخد الجد والتوظيف في كل المشاريع رغم كيد الأعادي من قبل الدول التي تطالب بتصفية الإستعمار في الصحراء وهذا ما سيعمل عليه المغرب في المرحلة القادمة لكن هذه المرة من داخل الإتحاد .
وحتى لا يفهم مغلوطا ان عضوية المغرب بالاتحاد الإفريقي ستطوي ملف الصحراء ويعلن عن مغربيتها , فنحن كمغاربة نؤمن إيمانا راسخا بمغربية الصحراء ولا أحد يجادل في الأمر إلا قلة من الإنفصاليين ونعلم جيدا أن الملف بيد الأمم المتحدة وهي الوحيدة التي تخول لها صلاحية الإعتراف رغم كوننا بأن هذا الملف طوي مند المسيرة الخضراء التي قادها الراحل الحسن الثاني بمعية شعبه لهذا فالدبلوماسيات المغربية لم يبق أمامها الآن إلا فتح القنوات بسياسة جديدة والعمل مع الأمين العام الأممي الجديد السيد أنطونيو كوتريش في إطار المساعي الحميدة أملا في تكريس المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل نهائي .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي