إرادة الشعب داخل قمامات الأزبال

… وتختلط الأوراق من جديد, ويبقى الحال على ما عليه , تدبير بنسخة مصورة لحكومة سابقة  نالت سخط الجماهير الشعبية  في تحدي لماأعلنته صناديق الإقتراع , فلا يعقل أن تشكل الحكومة من أحزاب أبعدتها  انتخابات مجلس النواب وأعادها  رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران دون مراعاة  للإرادة الشعبية وتتحدثون عن الديمقراطية , إنه الإستقواء والتعلق بالمنصب والمصالح الخاصة التي تتستر وراء المصالح الوطنية إنكم تجسدون الشيطان وتترجمون الرجس في سياستكم النكراء وتطلقون ألسنتكم باسم ملائكة الرحمن والله إنكم لكاذبون .
فبعد التعثر الذي وقف على إثره حمار الشيخ في العقبة , يأتي الفرج على حساب الشعب ليدفع من جديد ثمن فشل التدبير الشأن العام ويقبل الوضع والذيلية لنسخة من الحكومة السابقة على رأسها حزب العدالة والتنمية وتشارك فيها أحزاب أقصتها وأبعدتها صناديق الإقتراع (…) فينتصر لها السيد بن كيران من خلال تشبته بها وإعادتها لتمارس تدبير الشأن العام رغم تجربة الفشل والخنوع والتلذذ بمعاناة الجماهير الشعبية .
لقد اتضحت الأمور,  فالمغرب لازال يبحث عن نخب سياسية  لقيادة آفاق ومستقبل المؤسسات بما فيها الحكومة والبرلمان والأحزاب , فالفساد المتجدر لا بد من القضاء عليه بفسح المجال للشباب وللطاقات الجديدة وإلا ما كانت الديمقراطية في حلتها الحقيقية تصطدم بما يسمى ” البلوكاج ” لكون النقاش لم يكن مسؤولا ينظر للوطن في أولوياته  من برامج  تؤهل المجتمع واقتصاد البلاد لكن المصالح الخاصة طغت على الأخلاق والتدبير وبدأ الإنتقاء للأحزاب التي توافق على مسار رئيس الحكومة بقولة “لا ” و “نعم ” عند الحاجة وطأطأة الرأس غالبا أو مغلوبا …
فالحكومة الجديدة القديمة  لن تعط  أي جديد بل ستنتقم من الجماهير الشعبية وستتكاثر المشاكل والعراقيل وستنزل عصا الطاعة فوق رؤوس المحتجين وسيقتطع من رواتب المضربين وستزيد الأوضاع حدة أمام الفقروالتهميش وظواهر الطلاق والجريمة  والقوانين التنظيمية المتجاوزة وأمام القوانين التي لا يتساوى أمامها الجميع وأحكام بدون تنفيد  وأمام الثروة التي لا يستفيد منها كل الشعب وأمام شواهد عليا دون توظيف فأين الإصلاح الذي تتحدثون عنه في غياب برنامج عام  وفي غياب أخلاق سياسية منتظرة .

فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي