المغرب يسير بحمد الله دون حكومة ودون برلمان

لفت انتباهي أن  بعض المحللين السياسيين وصحافيين  أكثروا من كلمة ” البلوكاج ”  في تصورهم لمشكلة  رئيس الحكومة  في تشكيل حكومته , وعوضا الوقوف عن أسباب هذا التعطيل أو العطب حاولوا إسالة مدادهم أو تصريحاتهم من أجل اتهام أحزاب وأشخاص بعينها  وراء هذا الفشل الذريع .
” البلوكاج ” كلمة دخيلة على لغتنا وتبقى في نفس الوقت دخيلة على الحدث في صدمته ووصمة عاره التي اقترفها المكلف شخصيا بتشكيل الحكومة  في وقتها دون تقاعس , لكن وأن السيد عبد الإله بن كيران استخدم أسلوبا لا يليق وهو رجل يتغنى بصناديق الإقتراع فهل يعقل أن الشعب صوت على من يستحق المسؤولية  وأقصى احزاب الذل والعار فحين بن كيران تحدى  الأمة في اختياراتها وأتى بهذه الأحزاب لتشارك في تدبير الشأن العام  (…)
المشهد السياسي في حاجة لنخب سياسية وإلى سياسيين ( ديال بصح ) رجالات كفأة محنكة  ( ماشي من حناكها ) تجربة وحكامة  وبرمجة وتخطيط  وتدبير (…) المشكل القائم حاليا هو ان السيد بن كيران تورط في تشكيل حكومة غير شرعية  بمعنى أن الأحزاب التي أقصتها صناديق الإقتراع أعادها  إلى تدبير الشأن العام ضدا على إرادة المواطنين وتحديا لاختيارات الأمة التي مكنت حزبه من الرتبة الأولى فلماذا أوقع  نفسه في عملية نصب واحتيال ؟ هل من أجل إصراره على  كرسي رئاسة الحكومة أم أنه ألف البهرجة والإستقواء ولغة البلطجية داخل البرلمان ومن خلال خرجاته الإعلامية السخيفة دون عطاء يعترف به المواطن البسيط الذي يفقد في عهد حكومة بن كيران كلما استثمره من مكتسبات دستورية  فالكرامة دونية ولا احترام لها وقوانين تنظيميةحظيظية المستوى تخدم  المصالح الشخصية بدلا من خدمة الصالح العام  أسعار مرتفعة ومديونية عالية  وحقوق مهضومة  وتعنيف للمطالبين بالحقوق واغتيال لحق الإضراب واقتطاعات تعسفية ودين ابن تيمية الذي علمهم الإستشهاد والجهاد في محاولة لمنافسة إمارة المؤمنين  .
الوضع السياسي كارثي لا يبشر بالخير في انتظار تحكيم ملكي يعيد الأمور إلى نصابها وبالشكل الصحيح والمرحلي مع العلم أن الديمقراطية في المغرب واضحة جدا ليست في حاجة إلى أحزاب الذل والعار , فالجولة الملكية إلى إفريقيا  أبانت أن المغرب  يسير بخطى تابثة بحمد الله  بدون حكومة ولا برلمان بل يعرف المغرب استقرارا أمنيا وسلام  (…) فما الحاجة لتبدير المال العام على  حكومة  إسلامية شيوعية إشتراكية لبيرالية  وإدارية  فأين  يكمن التحالف  في غياب برامج مشتركة  ؟ مشكلتنا أن بن كيران يراهن على الحقائب وليس على التدبير وكفاءة الوزراء وقد علمتنا الحياة أن جل الوزراء لا يقومون بشيئ لأن البركة تأتي من السادة الكتاب العامون  والأمانة العامة للحكومة  …
ملك البلاد  بعث برسالة إلى رئيس الحكومة  في خطاب المسيرة الخضراء من القارة السمراء وأفصح عن  نوعية الأشخاص المؤهلين للحقائب الوزارية  بدلا من إرضاء الأحزاب بتقبيل الأقدام من أجل تشكيل الحكومة , فهل يعقل أن يسقط السيد بن كيران في مهزلة الإفشاء بمجرى المشاورات  تحت مظلة تعميم الفائدة بالإعتماد على أحزاب  رماها الشعب في مزبلة التاريخ السياسي  مما يؤكد التواطؤ الواضح  للسيد بن كيران من أجل الإنتقام والإجهاز على الأمة في اختياراتها مقابل تشكيل حكومة  ولو فاشلة من بدايتها
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل