صَعبٌ أن تزور قبر فقيد عزيز و أنت تعرف مسبقا أنك ستغادره، لكن حينما ينتابك شعور بأن روح الفقيد تصاحبك لتزور جثمانه المسجى يكون الإحساس غريبا، إحساس يجعلك تودُّ لو يظل القبر وراء ظهرك لتستمر روح ساكنها مصاحبة لك في كل خطوة تتقدمها، لكي لا تستسلم لحزن عقيم يمنع عنك استرجاع اللحظات الجميلة، التي كانت تجمعك بالغائب جسدا و الحاضر روحا… تغالب أحزانك و دموعك لتستحضر أفراحا. فرحة استحضار مناقب الفقيد العزيز أمام قبره، من طرف أهله، و أصهاره، و زملاء عمله، و جراميزه [1]، فلا تجد إلا مُغلياً [2] متعدد الصفات و الإشارات بالشارات، و لا تجد إلا زوجا مخلصا إلى آخر لحظة في حياته قبل السقطة اللعينة و الغير معلنة، و لا تجد غلا الأب الحنون لكوثر و لكل زواد الجمعيات و ليكل أبناء فقراء الوطن، الذين تربوا على يديه، و لا تجد غلا الموظف المُحترَم و المُحترِم… المتعفف بملاحظاته المحتشمة تواضعا، و لا تجد إلا المناضل السياسي العضوي المعلِن عن انتمائه لقضايا الوطن و مواطنيه المستضعفين، و لا تجد إلا الإنسان الطيب المتكلم في صمته و الهادئ في انفعالاته، و السديد في اختياراته، و لا تجد غلا المدير الصارم في وظيفته الإدارية و المدافع عن اختياراتك، حتى و إن اختلف معك، و هو يمارس وظيفته التربوية، و لا تجد إلا الإطار التربوي المحفز لك لتفرز مواهبك…
سيدي محمد حسن كثيرين مغلي، اسمح لي أن أغالب أحزاني و دموعي لأستحضر، أمام مثواك الأخير بمقبرة سيدي مسعود، أرض أجدادي،فرحة حمل الشارة الحمراء كوسام شرف على صدور كل المواطنين الشرفاء، الذين قاطعوا مهزلة الانتخابات التشريعية لسنة 2016 بوعي سياسي ناضج، و كما هو الحال كذلك بالنسبة للعازفين تذمرا، موقف مؤسس على مبادئ تعلمتها منك حينما اصررت على أن ألتحق بصفوف منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في أواخر سنة 1983.
سيدي محمد حسن كثيرين مغلي، و إذ أبلغك سلام صديقك/ والدي إدريس بخوت أستأذنك لكي أردد بلسانك:
أنا مواطن وحاير أنتظر منكم جواب
منزلي في كل شارع في كل ركن وكل باب
وأكتفي بصبري وصمتي
وفروتي حفنة تراب
………………..
انت يا فخر المواطن والمناظل والسياسي
انت اجمل انت اغلى انت أعظم من الكراسي.
السبت 08 أكتوبر 2016
أحد جراميزك: مصطفى بخوت.