قلت سأترك كل شيء خلفي وأمضي … لكني بالطائرة كنت معلقة…
لا زلت اتكا على جدارك أيها الحبيب…
طائرة فرنسية تحملني للديار الأمريكة التي كانت دوما معي سخية…
تساءلت لماذا حبك قهرني أيها الوطن…!!
تتحرك الطاءرة ببطء… انظر من النافذة…
تختلط السماء بالبحر فلم أعد ارى اللون الأزرق…
فتاة في مقتبل العمر تجلس جنبي تقول
“الله على راحة خارجين من هاذ البلاد السعيدة”
نظرت اليها بعمق …
من النافدة انظر …امتزجت كل الألوان ، لم أعد ارى الا الأبيض بياض السحب…
ابتسمت والتفتت الى الفتاة الغاضبة قلت لها: يا ريم ان هذا الوطن مصلوب في شراييني… وطن لا ينسى ولا يرحل ولا يموت كباقي الاوطان …
تتحرك الطاءرة بهدوء … لا زلت معلقة…
وانا بين السماء والأرض أفكر فيك…
وضعت راسي بين كفي يدي لارتاح …
راحة المهاجر …
مغمضة العينين ابكي بكاء الطفل الذي فقد أمه في الزحام فنسى معالم وجهها…
ابكي بكاء الام التي ودعت ابنها للحرب ولن تره ابدا…
وانا بين السماء والأرض احاول ان الملم اجزاءي…
وانا فوق السحب أقول هذه مجرد سحب عابرة…انت المقيم … لن تنسى ولن ترحل ولن تموت كباقي الاوطان…
حبك سكر من الله ليس له ذاك الصحو الذي بعده…
اعلم ان الحنين سيشدني اليك،. سيضاء فضائي مرارا وقد اصمت … وبين الضياء والصمت ابحث عني أيها الحبيب تجد الروح ترفرف فوق الماء وفوق الصوامع…
وبين القطارات …
عشقك رباني في دمي…
ان غبت لا تبحث في صمتي عن الزمان ولا المكان ولا تسال …
فأي شان للعشق بالماضي والحاضر والمستقبل …!!؟؟
يا وطني….
“كتبت بين السماء والأرض”
15 سبتمبر 2016
منى رفيع عواد