أكثرت يا بن كيران رئيس الحكومة

موجة من الغضب الشديد نخافها أن تتحول إلى خريف لا يحمد عقباه , فوطنيتنا وحبنا الكبير للمملكة المغربية أمر يدفع كل مغربي أن يحتج على المسار الذي تسوقه حكومة بن كيران  , مسار نحو الهاوية ,  رؤية صائبة أقدم عليها المحلل السياسي والإعلامي والمثقف والمناضل  وباقي أفراد المجتمع المغربي الوفي مجمعين على أن مستقبل المغرب مجهول وينذر بأزمات غير متوقعة وخطيرة (…)
فبعد تعرية أوراق ما بات يعرف ب ” خدام الدولة ”  يأتي السيد بن كيران ببدعة جديدة لمساواة رؤساء الجهات بالوزراء في قيمة التعويضات  فهل  مسؤولية الحكومة تتجلى في دور الدفاع عن مصالحها ومصالح الجوقة التي تعانق  مناصب المسؤولية فيما باقي الشعب يعاني الويل والحياة الضنكا  فلا يعقل للحكومة  أن تقوم بتنزيل لقوانين تنظيمية غير عادلة وضد المواطن وكرامته وحقوقه ومخالفة للدستور باسم الإصلاح والتصحيح وتسخر البرلمان للتصويت ضدا على ارادة الشعب سحقا للمكتسبات الدستورية .
السيد بن كيران أقصى الشعب المغربي ومطالبه وزاغ ليدافع عن معاشات وتقاعد الوزراء والبرلمانيين وزاد الطينة بلة عندما تحرك من أجل  مساواة رؤساء الجهات ونوابهم وأعضائهم  وتكريمهم بامتيازات  لم يحضى بها الشرفاء الأحرار والأبطال من الأمة المغربية وهم الطبقة العاملة الشغيلة رافعة الإقتصاد المغربي  .
أكثرت يا رئيس الحكومة  من النخوع ومن التأسلم ومن تكريس لسياسة الذل والعار , فتناسيت أن الإستقواء ينتهي أمام الخالق عز وجل وحق المواطنين أصبح على  رقبتك باعتبارك  مسؤول مادمت أجيرا  تتقاضى راتبا شهريا وما تستفيذ منه من خلال  خزينة الشعب  فلا يهمنا من يملي عليك ولا يهمنا  أنك تنفد الأوامر أو أنك لا تحكم  فهذا كلام لا ينفعك يوم الحساب ما دمت راضيا تمارس مهمة رئيس الحكومة  وبراءتك لايمكنها أن تتم إلا بتقديم استقالتك  مع العلم أن الأوان قد فات لكونك أتممت الخمسة أعوام  والإستقالة لا تفيد فهي مردودة عليك لأن لسانك عجز أمام كل المغريات بأن يقول ” لا ” واستحليت المنصب  .
أكثرت يارئيس الحكومة من الأقوال الضالة , وأكثرت من الوعود الواهية وأكثرت من المشاريع  الوهمية  , فقدأظهرت أنك أمير لجماعتك وإملاءاتك المتواصلة لهم في كل لقاءاتك  كما هو الحال اليوم عندما طالبتهم بعدم التعقيب على ” تويزة ” خدام الدولة  وأن يضربوا الطم , إنه الولاء تحت رحمة السمع والطاعة  وأبنت أن جماعتك لايمكنها التحرك إلا بالريموت كونترول  وهذا  أمر جديد وخطير في نفس الوقت  لايمكنكم كرئيسا للسلطة التنفيدية تعميمه على عامة الشعب لكون المغرب في مرحلة الإنتقال الديمقراطي  بإرادة ملكية وحكم الشعب من خلال دستور المملكة ولا يمكن لأي كان أن يسحب هذا البساط من تحت أقدام  مواطنين شرفاء لا يرغبون في حمامات الدم  لكونهم واعون بأن التغيير يأـي بالحوار والإحترام والتقدير و لايمكنه أن يكون على ظهر الدبابات  والإستقواء والتسلط .
أكثرت يا رئيس الحكومة بخطابك ” الحليقي ” الذي لا ينفع الناس في أكلهم وشربهم وتعليمهم ومسكنهم  وتطبيبهم  فقد خلقت التقسيم بين المغاربة وصنعت الشتات  الإقليمي والجهوي وجعلت الناس ينفرون من السياسة  بعد نصب الحزب على المواطنين ونصب حكومتكم على المؤسسات الدولية بتقارير كاذبة  من أجل الإقتراض  والديون  فأين نتائج صندوق المقاصة  وقيمتها على أرض واقع الطبقة العامة  وأنتم ترفعون في أسعار كل المواد الأساسية  أين نتائج إصلاح أنظمة التقاعد والشعب برمته  رافعا راية الإحتجاج والمسيرات والإضرابات  وأنتم تسخرون  البرلمان ليصوت  على مشاريعكم  مقابل تكريمكم  للسادة النواب   بضمانات تقاعد مريح وحمايتكم لهم من كل الأضرار المادية والمعنوية مادمتم في السلطة.
أكثرت السيد بن كيران عندما توجهت بخطابك المشئوم لأهل البادية واستعملت سوط اللسان بالتهديد واقتحمت حريتهم في اختيار اللون السياسي لحزب أنتم ند له وتناسيت يا رئيس الحكومة أنك تشتغل من منصب من واجبه خدمة عامة الشعب وليس فقط  المريدين لحزب العدالة والتنمية  والمتعاطفين .
فقد جعلت الناس يكرهون أنفسهم بعدما صوتوا على حزب العدالة والتنمية وزغتم للفساد وحمايته وركبتم باسم الحق فوق الباطل والباطل هو الذي يسير اليوم بغيتي أو مبغتيش هذه هي الحقيقة .
سياستكم السيد بن كيران سياسة لن يعتمدها  إلا مصاب بداء السلطة , ولايفكر إلا في دنياه ولو مرت الدبابات فوق رؤوس المواطنين , سياستكم بعيدة على المرجعية الإسلامية  لكونكم تسبحون باليمين وتدبحون باليسار وخير دليل الشعب كله ثائر ضدكم وضد مناوراتكم  فالشعب يحتج من طنجة إلى الكويرة فلا شيئ تحقق من المطالب أمام وتفريغ الخزينة  ولولا البنك الدولي والديون الخارجية وتحويلات مغاربة الخارج التي سترت الفضائح لكانت أول حكومة متسكعة في تاريخ المغرب (…)
أكثرت السيد بن كيران من محاولة الركوب على أمن واستقرار البلاد لكن الشعب يعرف جيدا بأن هذه المقاربة لايمكن لأي كان الركوب فوقها لكون الأجهزة الأمنية  لا تأخد منك التعليمات ولا الإستشارات وتنسيقها خارج مؤسسة رئاسة الحكومة  من خلال مصادرها الكفأة وحنكة رؤسائها  بمعية مساعديها  وحدهم بعون الله هم من جعلوا من المغرب بلدا آمنا من شر الإرهاب والمتاجرين باسم الإسلام وتبقى الجرائم من مخلفات تدبير الشأن العام الحقير والذليل الطبقي من تمييز بين الموظفين وخدام الدولة وبين توزيع الثروة وإقصاء الشعب تحت شعار تفقير الفقير وإغناء الغني .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي