الأحزاب المغربية وصراع البقاء

كشفت التسخينات الإنتخابية  أن الأحزاب المغربية  تعيش حرارة أفرنة الإسمنت  الخاصة بتدويرالنفايات  , لكون الغليان المتفشي حاليا هو صراع من أجل المحافظة على الكراسي داخل البرلمان المغربي  , ويظهر ذلك  من خلال التراشق والتلويح بالإتهامات المتبادلة  ومحاولة الظهور بخدمة المصالح العليا للبلاد والعباد (…)
فكل حزب اليوم أخذ على عاتقه مسؤولية الفوز , والمراهنة بفرسانه من  الوجوه القديمة التي  لم تستطع مغادرة البرلمان وأصرت بكل ما تملك من مال وجاه ونفوذ  على الدخول من جديد في الإنتخابات القادمة ل 7 أكتوبر 2016 غير مبالين ومكترتين بكلام الشارع الذي ينتظر وجوها جديدة من الشباب  بل 67 % من الوجوه القديمة تسلمت تزكية من أحزابها  وعلى علم بدوائرها  ومدراء حملاتها الإنتخابية ذوي الإختصاص والتجربة  وفن الإستقطاب بجميع مكوناته المشروعة والغير مشروعة من أجل أن يبقى الحال على ما عليه من تناوب على السلطة وتوزيع ما تبقى من الثروة …
فياترى هل نتسابق للإنتخابات في وقت لا نملك أحزابا قادرة على تدبير الشأن العام عاجزة عن تأطير المواطنين جاهلة  بالدور المنوط بالبرلمان وغرفتيه  وغير مستعدة للدفاع عن حقوق الناس ؟ أم نتحدث عن التسجيل في اللوائح الإنتخابية أو التقطيع الإنتخابي أم عن صناديق الإقتراع وما سيرافقها من مراقبة وطنية وأجنبية بإشراف رئيس الحكومة السيد عبد الإله بن كيران ؟
البهرجة  الحاصلة باسم الإنتخابات وتسخير الإعلام الرسمي وبعض الصحف الذيلية ستجد أمامها تعثرات كثيرة  ومكثفة لكون الشارع المغربي بعد دستور 2011 أصبح مكتمل الوعي راشدا بالمعنى السياسي لن يقبل على نفسه ما مر عليه من مهازل جعلت كرامته مهزوزة ودونية وكان الفضل في ذلك تلك الكلمة السامية التي أيقضت المواطنين من غيبوبتهم عندما قال الملك محمد سادسا :”وإذا جعلتم على رؤوسكم فاسدين في مدنكم وقراكم فلن تقبل منكم الشكايات لأنكم المسؤولون على تدهور حقوقكم وحق بلدكم ”
لهذا فالمواطن لن يتأثر بالحملات الإنتخابية ولن تجرفه دموع المرشحين ولا كلماتهم ولا جيوبهم  فقد عانوا ما عانوه من ظلم وقهر وجور فهم الضحايا  فعليهم تأدية الواجب والتصويت  بما تمليه قناعتهم سواء على المنتمي سياسيا أو على التقنوقراط المستقلين  (…)
فالأيام الفاصلة إلى غاية يوم الإقتراع محطة للكشف عن الوجوه الحقيقية التي ستنخرط في المسار الجديد لتدبير الشأن العام المرتبط  بما أفسدته الحكومات المتعاقبة  بغية التصحيح والإصلاح والأولويات للمواطن المغربي  حفظا على كرامته ومواطنته الكاملة  وتكريس الحريات التي لا تخرج عن إطار الخصوصية المغربية والحدود الجغرافية للمملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي