لماذا نتابع أخبار جبهة البوليساريو ونترقب من سيقود دولة الوهم بعد وفاة زعيمها الراحل عبد العزيز المراكشي ؟ فهل الأمر يخوف لدرجة ما أم أن الواقع يفرض نفسه لمعرفة لغة العدو تحسبا لأي مفاجأة ؟
من وجهة نظري الخاصة والبسيطة جدا لا داعي لإعطاء الأمر أكثر من أهمية , لكون المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها وإجماع الشعب المغربي على عدم تجزيئة التراب الوطني وتقسيمه رسالة لكل من يراهن على الإنفصال أو من يساهم بإثارة الفتنة داخل المملكة المغربية من خلال تشويه سمعة البلاد أو نعثها بدولة الإستعمار بغية تأليب الرأي العام الدولي ضد كل المساعي الحميدة الأممية التي انخرط فيها المغرب من أجل إيجاد حل توافقي كما هو الحال لمقترح الحكم الذاتي الذي وجد ترحابا دوليا باستثناء الجارة الجزائرية التي تسعى إلى التفرقة وجعل المنطقة المغاربية تعيش على إيقاع المناورة والإرهاب والرغبة في التحكم وقيادة منطقة شمال إفريقيا كقطب للمفاوضات بالنيابة (…)
رحيل محمد عبد العزيز المراكشي ومجيئ إبراهيم غالي زعيما وقائدا ورئيسا لن يغير من موقف المغرب والمغاربة , فنفس المسار هو البضاعة الجاهزة والحاضرة ولا جديد في الساحة أكثر من التشويش والمراوغة والجميع يعلم أن إبراهيم غالي أول من حمل السلاح ضد المغرب أي أن سياسته نفس السياسة التي نهجها سابقه بإرادة المخابرات الجزائرية التي ساهمت في فسح المجال لإبراهيم غالي أن يكون المرشح الوحيد لقيادة الجبهة مستغلة إنتماءه لقبيلة الركيبات التي تعتبر أكبر القبائل المغربية الصحراوية رغم أن هناك أسماء كبيرة تم تهميشها والضغط عليها لتنحني أمام الإختيار الجزائري وتنصيب الجنيرالات للقائد الجديد القديم إبراهيم غالي على أساس السمع والطاعة في تطبيق الإملاءات وتنفيذ خارطة الطريق المعادية لكل الحلول المغربية .
فأمام هذا الوضع من الضروري أن ينهج المغرب لعبة ” الشطرنج ” للتصدي لكل المحاولات الرامية للتفكيك والتسويف والتعطيل وأن يستمر في إنجازاته وتنزيل الجهوية الموسعة وتطبيق الحكم الذاتي مادام سكان الجنوب المغربي شاركوا في الإنتخابات بكل حرية واختاروا من يدير شؤونهم المحلية وهذا أمر محمود ولبنة من الإنتصار على كل المغالطات التي تروجها جبهة البوليساريو بقيادة جزائرية .
فقبل أن أختم هذه المقالة المتواضعة لابد من التنويه بالأجهزة الأمنية المغربية التي كشفت العديد من المخططات الرامية إلى البلطجة في محاولة إلى كسر الإستقرار الذي تعيشه المملكة المغربية سواء على مستوى التهريب والمخدرات أو على خط الإرهاب وزرع الفتنة (…)
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي