يعتقد المسؤول السياسي أننا عندما ننتقذ فإننا ضد البلد ويحاول العبث بالكلمات ليجعلنا مواطنين ضد النظام أملا في أن يوسع الهوة ليستفرد بالملك ويكسب العطف المولوي ليخلُد في منصبه مستفيدا من السلطة والنفوذ .فعندما ننتقذ فإننا أحرَصُ من المسؤول السياسي , ننتقذ لنصلح ونساهم في تكريس السياسة التي ينهجها ملك البلاد على سبيل التصحيح والتغيير والرقي بالمجتمع والنهوض بالتنمية المستدامة .نحن أوفياء للمداد ولكلمة حق منصفة نسعى من ورائها إبراز الخلل والكشف عن مواطن الفساد وتعرية المفسدين ومتابعة أشغال الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية ونقل الواقع المعيش للأمة بكل شفافية مبلغين رسالتنا على أكمل وجه مؤدين الواجب على ما وجب .
مشكلة الأقلام الحرة والمستقلة تكمن في كونها تلتزم الحياد وهذا ما لا يرغبه المسؤول السياسي سواء كان رئيسا للحكومة أو وزيرا أو أمينا عاما لحزب مغربي لهذا يبقى صاحب القلم – الصحفي – محط عداء في منظور هؤلاء لأنهم لايرغبون في الإنتقاذ ولا يرغبون في إسالة مداد نزيه يكشف هوية تدبير مصلحي على حساب شعب مخلص وفي , لكنهم يحبذون أقلام الإحتفالية وصحافة الخنوع والإملاء والبهرجة والزيف والتمويه ويجتمعون على مائدة الدسم لكنهم يأكلون جمعا في بطونهم نارا .
ما يجب أن يعرفه المسؤول السياسي أننا لسنا أغبياء , فلا داعي للتقارير المغلوطة التي تحبك (تفبرك ) من أجل التشكيك في وطنية الأمة , فلا يمكن إقناع اعلى سلطة في البلاد بأن الوطنية تكمن في الأحزاب المغربية دون باقي الشعب لأن حراك الربيع العربي المغربي على الخصوص خرج ضد إسقاط الفساد والمفسدين ولم يخرج ضد النظام والملك وإمارة المؤمنين ولم يرغب الحراك في مسيرة تخلف حمامات الدماء لكونه وطني أكثر من المسؤول السياسي الذي لا يهمه سوى المنصب والإستقواء على المواطنين البررة وابراز عجرفة الخيلاء بدلا من خدمة مصالح البلاد والعباد (…)
إن المشهد السياسي اليوم مخز لدرجة اليأس والإكتئاب فالثلاثي المؤسساتي – حكومة برلمان وأحزاب – أبانوا عن الضعف الهزيل حكومة عرجاء لم تستطع تنفيد برنامجها العام وبرلمان لا يجرأ على مساءلة الحكومة لكونه فاقد التقة رغم تفويضه من قبل الأمة ذات الإنتماء داخل “ مخافر “ الأحزاب وأحزاب مغربية تدعي السياسة لكنها فقيرة للتأطير وللمعرفة السياسية والحقوق والديمقراطية وتحتاج إلى قيادات كفأة خدومة تلبس الأخلاق بدلا من الباطل والتملق والإستقواء ……
يكتبها : حمودة النجمي
مؤسس الهيئة المستقلة لمغاربة أمريكا