في دول العالم المتقدم والديمقراطي تعطى أهمية للصحافة قبل الجلوس على كراسي المسؤولية , ففي الولايات المتحدة يتبارى على رئاسة البيت الأبيض رجالات سياسية تضع تقتها في صحفيين ينشطون الحدث من خلال أسئلة تهم السياسات العمومية على المستوى الداخلي والعلاقات الدولية (…) وفي دول أخرى رائدة في الديمقراطية يستشار الصحفيون قبل الإقدام على نهج أي سياسة سواء على المستوى الرئاسي أو الحكومي كما هو الحال في أنجلترا وفرنسا والسويد أما ألمانيا فتعتبر الصحافة سلطة تشتغل مهنيا بحصانة مفوضة لا يتابع فيها الإعلام بجميع مكوناته إلا في الأحوال الجنائية .
في المغرب الصحفي حائط قصير سواء أشهر البطاقة المهنية أو لم يشهرها , ولا أحد يكن له الإحترام ولا التقدير والمسؤول اللي فيه الدغل يتهم الصحافيين بالدونية والمستوى الضعيف والوزير الذي فشل في تدبير وزارته وانتقدته الصحافة لا يجد حلا إلا في القول :” واش احنا عندنا صحافة ” ” اللي جا ولا كيكتب ” ” المستوى طايح ” وهنا لابد وأن أوجه كلامي مباشرة لرئيس الحكومة الذي فتح له منصب الحكومة طلق لسانه وتسليطه على كل من يخالفه الرأي والتدبير (…) فنحن أمام رئيس حكومة موجه حسب تصريحاته المعهودة والموتقة بالصوت والصورة والمداد أنه لا يحكم وأنه تكلم هاتفيا مع الملك وقال له الملك هاتفيا فهل هذا استثناء مغربي أمام حكومات العالم أم ترهيب لأمة وفية دون التاريخ إرادتها ساعة الربيع العربي أتبثت رغبتها في الملكية وإمارة المؤمنين ومحاربة المفسدين وتوزيع ثروة البلاد بكل عدالة ومساواة .
فكيف يجرأ رئيس الحكومة على نعث صحفيين بأنهم ليسوا رجالا ويهين أخرين في حوارات تلفزيونية ويقمع صحفيين بمقاطعتهم على الهواء ويتهم جرائد بالكذب والبهتان وكأن السي بن كيران عمر بن الخطاب لايرى في الأخر إلا مسيلمة الكذاب (…) أودي عندك الزهر لم تشأ الأقدار أن يحاورك صحفي يرد عليك بالمثل ويتعامل معك بالمثل ويعطيك ما تستحقه من تقدير حسب تصنيفك في العالم أمام رؤساء الحكومات الديمقراطية ويبقى منصب رئيس الحكومة خادم لمواطني ملك البلاد الذين يؤدون لك الراتب الشهري وما فوقه من سحت لكون العمل لا يتساوى مع الأداء فأين هي الإنجازات غير أرقام على الورق فلا تتستروا بالمشاريع التي انجزها الملك ولا ترهب الناس ب ” قال ليا الملك ” لكون ملك البلاد إذا أراد شيئا فإنه يوجه خطابه لشعبه وبدون وساطة فما قاله لك الملك يخصك وليس بالضرورة نقله للأمة أو إشعار باقي الأحزاب بأن الملك راضي عنك (…)
ما غاب عنك السي بن كيران أن الصحافة لا يهمها قال ليا الملك في التلفون لأن اختصاصك دستوريا هو ما تتابعه الصحافة المغربية وأي إخلال تكشفه الأقلام النزيهة الشريفة تحيله إلى الفصول الدستورية دون استخدام سلطة اللسان في القدف أو التشهير لأن الأمر يتعلق بالإنتقاذ والرأي وكمسؤول سياسي وبصفتكم رئيسا للحكومة ترفضون انتقاذكم وكأنكم ملائكة معصومة .
وحتى تتضح الصورة أكثر فالحكومة لا علاقة لها بالمقاربة الأمنية الجديدة , فحنكة الأجهزة الأمنية هي التي ساهمت في استقرار البلاد وضمان أمن مواطنيه وسلامتهم فهم يشتغلون بعيدا عن سياستكم ما جعل الأجهزة تنجح في إحباط العمليات الإرهابية ولا يمكنكم الركوبة عليها فتحية للسيد عبد اللطيف الحموشي والسيد عبد الحق الخيام وباقي الأجهزة الأمنية (…)
رئاسة الحكومة إذا كانت لا تخدم السياسات العمومية معندنا ما نديرو بها … كما أن 39 وزير بهذا الكم أمام نذرة العطاء والخدمة فهذا هدر للمال العام فإذا كانت الصحافة التي تلجأون لها لتبيض الواجهة فإننا نحترمها لكونها جزء لا يتجزأ من الجسم الصحفي ونعرف نشاطها المقيد وتبعيتها الحزبية التي دعتها الضرورة لتقول ” نعم ” في الوقت المناسب وأن تقول ” لا ” في الوقت المناسب كما نعلم جيدا حظوظها في الإشهار والإعلانات والدعم المالي السنوي ونعرف جيدا أنها مجبرة لا بطلة .
على أي السيد بنكيران عليك أن تفقه جيدا أن الصحافة سلطة رابعة إن لم نقل سلطة أولى وجب عليكم إحترامها وتقديرها وكفى من التعالي والسمو على بعض الصحفيين من خلال الحوارات المباشرة لأن صحفي اليوم أفضل من حكومة أثقلت كاهل البلاد بديون وقروض (…)
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي
