سياسة ” قلت الملك في التلفون , قال ليا الملك في التلفون “

يحز في  النفس أن يلجأ رئيس الحكومة المغربية في تدبيره للسياسات العمومية  نهج سياسة دخيلة على الحكم في المغرب لم ينهجها المرحومين  السلطان محمد الخامس و الحسن الثاني  رحمهما الله  ولا الحكومات السالفة في عهد الملك محمد السادس  فكيف يعقل لعاقل معين رئيسا للحكومة أن يخاطب المواطنين والأحزاب المغربية  بدباجة ” قال ليا الملك في التلفون وقلت الملك في التلفون ” هذه أكبر شوهة تسيئ لسمعة المغرب وتشوه المكتسبات الدستورية التي تبرز وتفرغ اختصاصات رئيس الحكومة  من محتواها  , فهل السيد رئيس الحكومة  عبد الإله بن كيران عاجز عن سلطته  في تنزيل اختصاصاته  أو أنه لم يستطع أن يهضم  فهم الفارق بين اختصاصات المؤسسة الملكية واختصاصات رئاسة الحكومة  أو أن السي بن كيران يريد الإستفراد بعطف ملك البلاد وتحسيسه بأنه ملكي أكثر من الملك نفسه  ومن باقي الأمة المغربية في الداخل أو الخارج (…)
السيد رئيس الحكومة إنك مسؤول أمام الشعب , إنك خادم للشعب  وما بينك وبين الشعب إلا الإحترام دون عجرفة  ودون  لعبة ” التبوردة ” فالشعب ينتظر منك خدمة  مصالح الأمة والوطن وليس أن تحل  في منصب لتدافع عن مصالح الوزراء والبرلمانيين  فجميعكم خدام لمواطني ملك البلاد  والمواطن في قمته وبكرامته  رغم التهميش والتفقير والإستقواء والإستخفاف  وقادر على أن يمارس التغيير في أي لحظة  لإسقاط الفساد المكمون في تدبير الشأن العام  وخير دليل إلتفاف المغاربة والتحامهم في أي مساس بوطنيتهم رغم الإختلاف  كما هي وقفة الإحتجاج والتنديد ضد تصريحات بان كي مون الأمين العام الأممي . فلا يقهر المغاربة تعليماتكم في إنزال العصي  على رؤوس المطالبين بالحقوق وبالمواطنة الكاملة  ولا ترهبهم عصا الطاعة التي ترهبون بها كل من  سولت له نفسه أن يحتج على تدبير فاشل .
سياسة ” قلت الملك في الهاتف وقاليا في الهاتف ” جملة للقمع لا يمكن استحضارها أمام الشعب المغربي في زمن كشف عن المفسدين وعن مواطن الفساد ,  فبين الملك وشعبه محبة واحترام وتقدير لايمكن للسيد بن كيران أن يتدخل في هذا الأمر لأنه بعيد عن اختصاصات رئيس الحكومة فالأمر روحي وعلاقة قوية ومتينة بدون إتصالات هاتفية لكون رئيس الحكومة منصب قابل للتغيير أما الشعب فهو قائم إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها (…)  فما معنى إتصلت بالملك على الهاتف ؟ وما معنى قال ليا الملك على الهاتف ؟
ذاك أمرك لايهمنا في شيئ نحن نعرف أنك من تدبر شأن السياسات العمومية بمعية جوقتك الوزارية  والمحاسبة محاسبتك شخصيا وكفى ولا نسمح لك بأن تنهج سياسة  مرتجلة وترمي بفشلها على ملك البلاد  فإذا كنت السيد بن كيران لا تستطيع ممارسة مهامك واختصاصاتك فيرجى تقديم استقالتك والحفاظ على ماء الوجه وإلا فأنت معني بالنتائج الإيجابية والسلبية  والمسؤولية مقابل المحاسبة (…)
في إحدى تصريحاتك قال لك الملك بخصوص الفساد والمفسدين عليك السي بن كيران أن تحاسب كل من تورط في عملية فساد ولو كان من محيط الملك  فلماذا شلت يدك ولسانك ولماذا لم تفضح من اتهمتهم شخصيا بالفساد في كثير من تصريحاتك ومن داخل قبة البرلمان وفي حلقات اللقاءات الحزبية (…) أينكم من الأخلاق والنوايا الخالصة وحب الوطن والبلاد والمصلحة العامة ؟ أم أن سارق رغيف خبز محروق أو مطالب بوظيف  أو سكن تقدمونه للمحاكمات ويزج به في السجون بدلا من ناهبي المال العام  والمتلاعبين بالضرائب والمهربين للأموال خارج الحدود .
السيد بن كيران لم تأت بجديد بل شغلت إسطوانة من سبقوك ليبقى الحال على ما عليه .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي