مهما كانت تأويلاته لكلمة ” احتلال ” بان كي مون أخطأ بخرقه للحياد وأبان عن نيته في الإنحياز للطرف المعادي للمغرب وسار على نهج أعداء الوحدة الترابية دعما صريحا روجه الإعلام بجميع مكوناته وبكل لغات العالم وتبقى كلمة ” احتلال ” مادة دسمة لصانعة البوليساريو الجارة الجزائرية ستستعملها وقت شاءت باسم الأمين العام للأمم المتحدة وفي كل المناسبات والمحافل الدولية بشهادة التاريخ في زمنه ومكانه .
الإعتذار لايكفي لكون المجتمع المغربي دخل على الخط , فالأمر لم يعد مسألة المساعي الحميدة الأممية , فما صرح به بان كي مون خطير جدا لم يسبقه أحد من الأمناء الذين تعاقبوا على ملف الصحراء , ولم يتجرأ أي ممثل خاص في الصحراء أن يتلفظ بالكلمة العدوانية وحتى ” المينورسو” لم يستخدم رجالاتها لا كلمة احتلال ولا استعمار (…) لذلك انتفض المغاربة من طنجة إلى الكويرة وسينتفضون في دول الإستقبال أمام ملحقات الأمم المتحدة تنديدا بالمس السافر بالوحدة الترابية .
يقول بان كي مون :” المقصود بكلمة ” احتلال ” التي أطلقها هي ” عدم قدرة لاجئي الصحراء على العودة إلى ديارهم تحت الظروف الحالية وأنه يجب إجراء الترتيبات الحكومية اللازمة والتي يستطيع بموجبها السكان التعبير عن رغباتهم ” .
هل بان كي مون أراد من خلال تأويله هذا استحمار المغاربة أو أنه يستخف بالعقول المغربية فأي تلميذ مغربي في الإعدادي سيرد على الأمين العام للأمم المتحدة بأن تأويله خارج السياق ولا علاقة له بكلمة ” احتلال ” وأن التفسير الوحيد لها هو اتهام بان كي مون للمغرب بدولة الإستعمار .
ربما تناسى السيد بان كي مون أن المغرب عندما قرر قبوله عرض ملف الصحراء على الأمم المتحدة فلكونه يؤمن إيمانا راسخا بأن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها تاريخا وجغرافيا وأن الحدود المغربية معترف بها من طنجة إلى وادي السنيغال وأن تندوف اليوم باعتبارها معقلا لمخيمات العار ومركزا لجبهة البوليساريو هي أرض مغربية تنازل عنها المغرب للجزائر (…)
بان كي مون عليه أن يعلم جيدا بأن المغاربة مهما اختلفوا ومهما حضر الخلاف بينهم فإنهم على كلمة واحدة عندما يتعلق الأمر بالوطن بالوحدة الترابية وفي استعداد تام للإستماتة بكل ما هو نفيس من أجل حبة رمل في الصحراء المغربية ولن يقبلوا المزايدات والتطاولات وهذا ما يميز الشعب المغربي في استثناءاته وتنازلاته وتسامحه المبني على المعقول في إطار الحق والقانون .
المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها عنوان عريض لكل من سولت له نفسه أن يشكك في الوحدة الترابية فمقترح ” الحكم الذاتي ” هو مبادرة لا تخرج عن إطار استكمال وحدتنا الترابية والإنتخابات الأخيرة شهدت بنجاح لبنات المبادرة في إقدام سكان الصحراء على التصويت واختيار من يمثلهم داخل المجالس المنتخبة إلى جانب التنمية الإقتصادية التي عرفت العديد من المشاريع الكبرى تستفيد منها ساكنة الأقاليم الجنوبية على جميع المستويات دون أن نغفل الجانب الحقوقي والحريات .
وكمواطن مغربي لن أقبل اعتذار بان كي مون وأشكك في القرارات التي يشرف على تدبيرها خاصة بعد وصفه للمغرب ببلد مستعمر ومحتل سبب الوقفات الإحتجاجية والتنديدية ضد تصريحات الأمين العام الأممي المفروض أن يتصف بالحياد التام باعتباره مدبر وليس مقرر .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي