مشكلتنا أن شريحة من المجتمع لا تشارك في التغيير ولا تساهم في التصحيح , ولا يهمها النزول إلى الشارع احتجاجا على سوء التدبير رغم عيشتها الضنكا والفقر الذي تعايشه جنبا إلى جنب (…) هذه الشريحة تجدها جمهورا في مهرجانات الغناء والرقص ونراها داخل استوديوهات البرامج الإحتفالية والتهريجية وفي كل المناسبات ويستغلها القطب العمومي من خلال قنواته التلفزيونية , لا لشيئ إلا لكونها ” – هذه الشريحة من الناس – معندها ما دير” في حياتها اليومية وفي نفس الوقت تركت الأمر للمناضلين من المجتمع المدني والنقابيين والطلبة والمثقفين لينوبوا عنهم من خلال الوقفات الإحتجاجية والمسيرات من أجل المطالبة بالحقوق والمواطنة الكاملة .
فالأحزاب المغربية لعبت اليوم دورا أساسيا – ليس سياسيا – ولكن تواطؤيا من أجل استقطاب المواطنين باسم النضال والحجر عليهم باسم النسق السياسي والإيديلوجي والمبادئ والشعارات وتبقى الحقيقة تكثيف حريتهم في التعبير عن السخط المتجلي أمام اللا مساواة واللاديمقراطية وأمام توزيع الحقائب باسم التناوب السياسي والتحالفات من أجل الغنيمة والإستفادة من ثروات البلاد والمتاجرة بصناديق الإقتراع اعتبارا أن المنخرطين داخل الحوانيت السياسية أول ورقة رابحة للإستغلال .
أبا عن جد والمغاربة في قاعة الإنتظار حتى خيم عليهم العنكبوث فصغارنا أصبحوا كبارا وكبارنا منهم من رحل ومنهم من هرم ولا زلنا إلى حدود الساعة ننتظر الجديد ننتظر التجديد ننتظر الحقوق ونهزم العقوق السياسي وأوله تدبير الشأن العام الذي أصبحت سياساته العمومية ريعا ومساومة (…)
رحلت حكومات وجاءت حكومة والنتيجة واحدة نسخة طبق الأصل لسابقاتها , حكومات يختلط فيها الإسلامي والشيوعي والليبرالي واللي كاري حنكو حكومات مرقعة تخدم خارطة طريقهم تخدم المؤامرة ضد الأمة أخطر ما هو الإرهاب الذي يهدد استقرار العالم .
حكومات تتاجر باسم الإسلام وتنافق باسم الإشتراكية والشيوعية وتنسف التاريخ باسم الحداثة وتثقل كاهل الشعب باسم الليبرالية وتجمعهم قبة البرلمان من اجل ” التويزة ” والمناصب فالإستقواء والتعنيف والتركيع وخيار واحد يبقى للشعب هو التسجيل في اللوائح الإنتخابية والحث على التصويت .
فكل القضايا والمشاكل العالقة والآتية مستقبلا تتحمل مسؤوليتها الأحزاب المغربية بعنوان عريض فزمن الأحزاب مضى وانتهى مع رجالاته قبل ” الإنصاف والمصالحة ” والإضراب العام لشهداء ” كوميرا ” كان أخر مسمار يدق في نعش المؤسسات الحزبية العتيدة ودروعها النقابية , وبعد هذا التاريخ تحولت المنشآت السياسية إلى حوانيت انتخابية كعهد قران جديد يؤسس لهذه المرحلة المظلمة على أساس تمتيع الأحزاب بما جد ولذ وطاب من دعم مالي ومناصب .
لا ننكر أن هناك مكتسبات تحققت في العهد الجديد لكونها سياسة لتاريخ ومرحلة جديدة ترتبط بالعلاقات الدولية حسب كل بلد وما له من نفود وسلطة ومال من أجل توفير الحماية وحفظ النظام كان من الواجب والظروري بعض التنازلات – حتى تمر العاصفة – في مجال حقوق الإنسان وإسماع صوت المواطنين للسلطة العليا في البلاد وتمتيع الصحافة بالجرأة والكشف والتحقيق وبناء المجتمع من خلال العمل الجمعوي لينضاف ويتساهر مع السياسي بعد فقدان الأخير – السياسي – لتقة المواطنين فأعيد البناء بمشروع تدويب الفرد داخل جمعيات مدنية لتقوم بالدور السياسي المفقود (…)
فما يعيشه المواطن اليوم في عهد هذه الحكومة إنقلاب على دستور 2011 ورجعة خطيرة فالمغرب من شماله إلى جنوبه في حراك كبير وواسع من الإحتجاجات والمسيرات والإضرابات إلى جانب إنقلاب العديد من الدول في علاقتها مع المغرب خاصة داخل الإتحاد الأوروبي وانقلاب الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته الأخيرة من خلال انحيازه لأطروحة جبهة البوليسارية وزيارته لبئر لحلو في ذكرى الأربعين لتأسيس الجمهورية الصحراوية وفي الجانب الآخر التهديدات الإرهابية والهجرة الإفريقية والجريمة المستفحلة في الداخل أمام سياسة التفقير والتهميش والريع السياسي وقمع الصحافة والتعيينات اللامسؤولة وازدواجية الخطاب وتبدير المال العام على مجالس متقاعدة ومؤسسة تشريعية غير فاعلة بما تتطلبه الآنية ومشاكل اجتماعية خطيرة كالدعارة والطلاق والمخدرات والشيشة والبلطجة في الشارع العام رغم المجهودات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التي تستحق كل تنويه لكونها هي الوحيدة التي تقدم خدماتها للمواطنين والبلد من أجل استثباب الأمن .
الوضع كارثي وخطير وباخرتنا تسير باسم الله وبتعليمات ملكية تفرغ من محتواها ولانريدها أن تصطدم مع الآيس بورك حتى لا تعاد مأساة تيطانيك الأليمة ساعتها يتحمل كل واحد مسؤوليته .
اللهم قنا شر هذا التدبير وانصف أمتك من قهر السياسة وبعض السياسيين ونجي كل من قال ” اللهم ان هذا منكر” كأضعف الإيمان .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي