عذرا السيد عبد الإله بن كيران , عن انتقاذاتي التي تُقرأ على أنها حماقات لكن حتم علي ضميري أن أقول كلمة حق ولو كانت تختلف مع توجهاتكم التي تسيئ للبلاد والعباد تنمويا وحقوقيا وسمعة (…) لقد استبشرنا خيرا عندما تم تعيينكم رئيسا للحكومة واعتبرنا أنكم ستعيدون الحق لأصحابه وتكرمون اليتيم وتحضون على طعام المسكين وتحاكمون السارق والمجرمين وتستردون أموال الشعب من ناهبيه وتقدرون كرامة المواطنين , لكن كل هذه الأمور باتت في مخيلة البؤساء والضعفاء وبقيت الحقيقة على سيرتها فالثروة توزع على فئة دون باقي الأمة والوزير أصبح من المقدس والبرلماني فقيه في كل الأمور .
كانت خطاباتكم في الحملات الإنتخابية تُجَملها ثورة التغيير والتصحيح وكنتم ساعتها مع الفقير والمهمش والتعيس وتبنيتم شعار عمر بن الخطاب عدلا لكن خنتم الوطن بلسان مسيلمة الكذاب واعتبرتم تدبيركم مجبر لا بطل وأنكم لا تحكمون وأن للبلاد ملك يحكم أي أن ما تقومون به بتوجيهات ملكية وما أنت إلا ممثل على هذا الركح تجيد التمثيل بقناع رئيس للحكومة (…) فلماذا لا تقدم استقالتك وتحافظ على ماء وجهك بدلا من الإستحلاء بالراتب الشهري والمنصب والسلطة والجاه والعجرفة والتظاهر بالأمين والساهر على تدبير السياسات العمومية .
عذرا السي عبدالإله , أن بلادنا في عهدكم جمعت كل المتناقضات وباتت حاملا سفاحا للقضايا والمشاكل التي لا يمكن التخلص منها لكونكم تكرمتم على اللصوص الكبار بشعاركم الذي حفظه التاريخ في سجلاته ” عفا الله عما سلف ” الضربة القاضية للشعب ولكل من أراد التغيير والتصحيح وسمحتم لنفسكم بالتطاول على كل من انتقدكم وكأن لسانكم ينطق وحيا أو نيابة عن كتاب الله وسنة رسوله لكن الواقع يكشف أنكم تتأمرون ضد الأمة ضد الشعب صانع الإستثناء ضد السواد الأعظم الوفي لدينه وملكه ووطنه وتناسيتم أن الشارع المغربي من قادكم للريادة وأصبحتم على ما عليه من خيلاء بدلا من رئيس حكومة خدوم .
عذرا السي السيد , مادمتَ تعترف بأنكم لا تحكم الحكومة وأنك تقدم للشعب ما يهيئ من وجبات سياسية , فاعلم أنك لاشيئ ولا تساوي شيئا وأنك شريك في المؤامرة ضد الخلق الذي ينتظر منكم الكثير ليس الكثير من العسير بل ينتظر منكم رحمته في الأرض ليرحمكم من في السماء فقد ساهمتم في اغتيال كرامة الإنسان وأغرقتم الشعب المسلم بالديون والقروض وجعلتم الفقير ينتحر ومن العقول أن تهاجر ومن النساء مطلقات وأم عازب ومن حاملي الشواهد بطالة وعطالة ومن الأبرياء مجرمين ومن القضاة ذيليين ومن الأساتذة أميين ومن الإعلاميين جاهلين إن بطشكم أشد من الشيوعيين .
عذرا يا حامل ” المصباح ” , فعوضا أن تنير شمعة لعنت الظلام , فمن يصدق لعبة العفاريت والتماسيح ومسرحية جلد المعارضين داخل البرلمان غير الذيليين ؟ مصيبتكم أن المواطنين كشفوكم في الداخل و أصبح يُضرب بكم المثل خارج البلاد بالنفاق السياسي وخيانة الأمة (…) فكل ما جرى بينكم وبين صلاح الدين مزوار أصبح سمنا على عسل واستوزر خصمكم الخارجية ورشيد الطالبي العلمي رئاسة مجلس النواب ومن العفاريت أصبح بنشماس على رئاسة مجلس المستشارين ووزعت الكعكة في الإنتخابات فأنتم في المدن والتماسيح في القرى وكذلك إرضاء لباقي السياسيين من خلال ” تويزة ” الجهات .
سيدي لم يعد لكم ما تقدمونه لا اليوم ولا غدا سواء ولاية ثانية أو داخل ” المعارضة ” ولن تشفع لكم التحالفات لا مع شباط ولا مع لشكر ولا مع باقي الأحزاب فجميعكم وحدة ” كموندو” لتنفيد الأدوار واقتسام الغنائم لهذا وجب رحيلكم وحل حوانيتكم تلك المؤسسات التي لاترقى لمستوى التأطير ولا لتكوين نخبة سياسية وفاقد الشيئ لا يعطي .
قد يتبادر لدهنكم أنكم في مستوى تدبير الشأن العام كما هي خطاباتكم التي توجهونها لحزبكم ومن خلالها رسالة مباشرة للمواطنين , لكن الحقيقة تختلف تماما , لأن الأمة المثقفة واعية بكل كلمة تقولها وواعية سياسيا أكثر من الأحزاب المكونة للأغلبية و للمعارضة و الإحتياط (…) فلولا الدعم المالي الذي يستنزف من دافعي الضرائب إكرامية للأحزاب لكان مصيرها – الأحزاب – الإنذثاروالفناء وأحزابنا ليست مدرسة سياسية أصلا حتى تعطاها هذه الأهمية وهذا التكبير والتهليل أو تقارن بأحزاب سمت بشعوبها وحققت الديمقراطية وصانت كرامة الإنسان .
يا رئيس الحكومة , إن أوامركم التي صدرت بتوقيع منكم على جلد الأساتذة وتعنيفهم أمر يستوجب المحاسبة والمثول أمام المحكمة ليقاضيك الشعب عن فعلتك الرامية إلى ضرب كل المكتسبات التي تحققت في عهد الملك محمد السادس نصره الله وتصريحاتكم تبرز مدى نواياكم المقيتة لتوريط المواطنين مع قوات الأمن إنها الفتنة والضلالة في عهد لن يقبل المواطن المغربي أن يسيئ للأجهزة الأمنية التي تقوم بواجباتها من أجل استقرار واستثباب الأمن ولا علاقة لتعنيف المواطنين بما أقدم عليه رجال الأمن فكل الهراوات كان يحملها رئيس الحكومة وإنزالها بيد عبد الإله بن كيران وهي مسجلة في التاريخ الذي لن يرحمكم لاننا نرفض هيأة إنصاف ومصالحة جديدة , الأمر مردود عليكم لأنكم تتحملون وزر هذا التعنيف .
لا توجد في العالم حكومة منسجمة بخليط إسلامي شيوعي ليبرالي وتفقد بوثقتها- انسحاب حزب الإستقلال – في أول الطريق لترقع عذريتها من نسيج الأعداء – دخول التجمع الوطني للأحرار – وتختلط أوراق المسؤوليات وتفرض الحقائب فعجبا لهذا الإنسجام !!! لكن قد أتفق أن الحكومة منسجمة في الإبتعاد عن الأولويات كالدفاع عن الوحدة الترابية حيث لايوجد أمامها – الحكومة – أي خارطة طريق باستثناء المقترح الملكي الذي يتجلى في الحكم الذاتي , منسجمة في ضرب الحقوق عرض الحائط وتجميد فصول دستور 2011 والعمل بالقرارات والإرساليات كبديل يخدم مصالح الحكومة ويحافظ على مطالب البرلمانيين من خلال العلاوات العينية والإكراميات من فنادق وبطاقات طريق السيارة والبنزين والهواتف النقالة مع الإشتراكات حتى يؤدوا – البرلمانيون – الأمانة التي على عاتقهم من تصفيق والتصويت على مشاريع القوانين ورفع الشكايات ضد كل من يقلق راحتهم أو يكشف المستور .
السيد عبد الإله بن كيران فقد سبقك كل من عباس الفاسي وإدريس جطو وعبد الرحمن اليوسفي
وعبد اللطيف الفيلالي ومحمد كريم العمراني وعزالدين العراقي والمعطي بوعبيد وأحمد عصمان وأحمد العراقي ومحمد بنهيمة وأحمد بحنيني وعبد الله إبراهيم وأحمد بلفريج وامبارك البكاي فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر أسعدات اللي عمل عملا وأتقنه ويبقى السؤال هناك لكون الأمر يتعلق بالشأن العام بين رئيس السلطة التنفيدية والمواطن .
فإذا كان الدين النصيحة فأنصحك لله السي عبد الإله :” رئاسة الحكومة كعالم يوقع بإسم ” الله ” وأنتم في منصبكم هذا توقعون باسم ” القسم ” فأمره عسير ونسأل الله أن يرحم هذه الأمة بمن يخاف الله .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي