رد على بيان ” هيئة مغاربة أمريكا لتفعيل دستور 2011
من المؤسف الشديد أن يصدر بيان بهذا الشكل الخاطئ والمفعم بالمغالطات وكأن الرأي العام المغربي بالولايات المتحدة في جهل تام , مع العلم أن مغاربة أمريكا والحمد لله واعون بكل صغيرة وكبيرة ويعرفون بكل تدقيق ما يجري ويدور وما هو مستجد وخير دليل الحركية التي تعرفها مواقع التواصل من آراء واقتراحات مسؤولة وصحوة كبيرة من أجل تكريس الحريات وأولها حرية الرأي والتعبير (…)
فما يسمى ” البيان ” الذي بين أيدينا يحمل في طياته أفكارا عامة ومتداخلة لا ترقى للتغيير والتصحيح وسأناقشها من خلال هذه الورقة التالية وبتفصيل مدقق .
سأبدأ بالنقاش الوطني ( الذي اعتمده كاتب البيان ) مع مجموعة من الأطر المغربية بالولايات المتحدة
حيث نجهل كفاعلين جمعويين متى وأين دار هذا ” النقاش ” ومن هي هذه الأطر الكفأة التي خلصت وأنتجت الملاحظات السبعة (7) كأساس للإنتقاذات بطولها وعرضها .
– فبالنسبة لتبخيسكم للعمل الجمعوي والإعلامي والسياسي الذي هو إنتاج لمغاربة أمريكا الشرفاء لا يمكن لأي كان العروج على مصطلحات تسيئ لجاليتنا بأمريكا مع كل الإحترام والتقدير لأي مجهود يبدل فليس من حق كتاب ” البيان ” أن ينعتوا مغاربة أمريكا من أي موقع واتهامهم بالدخلاء والمتطفلين خاصة أن كثير من جمعيات المجتمع المدني المغربي في الولايات المتحدة تشتغل بإرادة جماعية وبما يمليه عليها ضميرها ووطنيتها وغيرتها ونفس الشيئ إعلاميا وسياسيا فلماذا التبخيس وتحقير الغير لمجرد الإختلاف في الرأي .
– أي غياب للجمعيات المدنية يتحدث عنه ” البيان ” فما يزيد عن 162 جمعية على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية تشتغل حسب إمكانياتها المادية والزمنية في غياب دعم مالي وما تبدله من جهود فهي تستحق عليه التنويه والتشجيع بدلا من التيئيس والنظر للنصف الفارغ من الكأس , وبين أيدينا العديد من الأنشطة لجمعيات وهبت نفسها لخدمة المنضوين لها رياضيا وثقافيا وفنيا وجادت بالعطاء وليس بالضرورة أن تخدم مغاربة أمريكا من الشمال إلى الجنوب .
– بالنسبة للحوار المغيب من قبل مسؤولي الخارجية مع الفاعلين الجمعويين , فهذا دور الفاعلين أنفسهم خاصة بعد الخطاب الأخير لملك البلاد فأبواب الإدارة أصبحت مفتوحة للجميع سواء الفاعلين او الجمعيات والإعلام وهذه بداية جديدة تقطع مع الماضي مباشرة بعد دخول الدبلوماسية الموازية على الخط .
– في النقطة الرابعة لابد وأن أصحح أن السيدة نادية السرحاني لا تمثل الجالية المغربية الأمريكية فهي تمثل ” مجلس الجالية في الولايات المتحدة وهذا ما وجب تعميمه للفائدة وهذه نقطة الإختلاف الحاصلة لدى كثير من أفراد الجالية الذين لم تتح لهم فرصة الإطلاع على تأسيس ودور وأهداف مجلس الجالية .
– أما بخصوص الدعم المالي لوزارة الجالية فأشاطركم الرأي حيث لا يخلو من رائحة المحسوبية والزبونية والمحزوبية إلى جانب الصحوبية وبطاقات الزيارات والهواتف الحمراء أمام جملة من الموائد الدسمة التي اعتاد على تقديمها البعض .
– سادسا وهي نقطة لابد من المطالبة بها تعزيزا للديمقراطية والمساواة
– النقطة الأخيرة تعيدنا لنفس الغلط بحيث أن مجلس الجالية هو من قام بنشاطه واختار ترتيب أوراقه إنطلاقا من واشنطن وساكنتها أملا في القيام بلقاءات أخرى بجميع الولايات الأمريكية واختيار الأفراد من الذين حضروا اللقاء وليس ممثلين للجالية .
فعلى ما يبدو أن تأسيسكم لمجلس مستقل للجالية يبقى إطار جمعويا لا أقل ولا أكثر وليس مؤسسة دستورية كما هو حال ” مجلس الجالية ” المؤسس بظهير شريف وكواحد من مغاربة أمريكا لايسعني إلا أن أنوه بتأسيسكم لهذا الإطار في انتظار أنشطته وما سيسفر عنه من نتائج تحقق أهداف مغاربة أمريكا .
وقبل أن أختم ردي هذا لابد وأن أشير أن البيان لم يشر لتفعيل دستور 2011 ولم يتطرق للأهداف النبيلة في تنزيل مقتضيات دستورية تهم مغاربة الخارج في الفصول 16 و17 و18 .
حسن أبوعقيل – صحفي