أعجب من كون العالم أصبح يعج بالعلماء والشيوخ والدعاة وبدأت الأحزاب تفتي والمجالس الإستشارية تفتي والسياسي يفتي والوزير يفتي والإعلامي يفتي وغيرهم يفتي حتى اختلط الأمر بين من له الحق في الفتوى رغم لدينا مجلسا للعلماء قد نعود له كلما اختلفنا في أمور ديننا بدلا من التسلح بالمعلومة الخاطئة وآراء التمويه .
فكلما تمعنا في حياتنا الدينية نجدها توغلت بحكم الإنفتاح داخل رزمات الفتن التي توزع مجانا ويساهم في دعايتها الإعلام بجميع مكوناته وتسخر – بدون وعي – من ينشرها من المترددين أو المدمنين على مواقع التواصل فيصل الهدف إلى أكبر عدد من الناس إلى جانب الصورة التي يظهر بها جل شيوخ السعودية ودول الخليج الذين ليس على لسانهم إلا التحريم والتكفير وفسروا القرآن الكريم حسب تأويلاتهم وولائهم وأكثروا علينا بالوعيد وعذاب القبر وجهنم وترهيب الناس وتجنيدهم للجهاد ومحاربة الغير المسلمين وكأن الله لم يخلق السعادة والجنة والمودة والسكينة جنبا لغير المسلمين (…)
فتشددهم كان دخيلا على المغاربة وعلى الناس في بقاع العالم فمن تعلم القرآن والشريعة على مقياس الجامعات السعودية نال الشهادة العاليمية ودكتوراه التي تسمح له بالمشيخة في أي بلد وأن يقوم ساعتها بشحن الطلبة والناس من خلال الدروس المقامة داخل المساجد بعد أن يزرع فيهم حب الوهابية .
لقد تعلمنا القرآن في الكتاب وتعلمنا الصلاة في المدارس الإبتدائية ودرسنا التربية الإسلامية بالثانوي ومن اختار الشعب الإسلامية فالجامعات بابها لكن لم نخرج يوما عن مذهبنا الذي اختارته الدولة بإرادة حكيمة فاعتمدنا الإمام مالك مذهبا والعقيدة أشعرية وما اختلف البعض إلا بعد الفتن الدخيلة من الفتوى والفرق الدينية المتشددة التي أبانت عن غلوها في تأويلاتها المؤذية للخلق وللعالم في علومه فصنعت إسلاما جديدا ليس إسلام الله المبني على التسامح والرحمة وأخلاق القرآن .
فعندما تجلد النساء وتقطع أيدي الرجال وتحز رؤوس الشباب بإعلاء ” التكبير ” أمام الإعلام الدولي وفي الشارع العام كقصاص بما قضت به المحاكم الشرعية في السعودية , فالهدف واضح , إنه تخريب للإسلام والمسلمين وإيقاض للكراهية وصورة مشوهة لما يحمل دين محمد صلى الله عليه وسلم .
فشكل علمائهم غير مقبول , مخيف بالعبوس ونظرة وراءها غدر وخيانة و لسان فيه شدة وحديث فيه غلو وترهيب وتخويف وما يحمل من تأويل وتعرفهم بجهرهم أمام الناس بأن أمانيهم أن يحشروا مع الشيخ بن تيمية رحمه الله فعوضا أن يطلبوا حشرهم مع رسول الله والمبشرين يطلبون الحشر مع من لا يعرف أين مقامه إنهم علماء الوهابية فلا يأخذون على الأئمة الأربعة ولا على المفسرين الكبار بل يرجعون إلى علمائهم فقط كابن عثيمين والتويجري وعثمان الخميس والعبيكان ويتظاهرون بابن تيمية , وقد رد عليهم الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه ” الرد المفحم ” بعد أن اتضحت صورتهم في تشويه الدين الإسلامي وتاريخه الطاهر وسيرة رسوله الكريم (…)
بلادنا ضحية للفتوى الدخيلة وفتح المجال لشيوخ التكفير أن يدخلوا للبلاد ويجهزوا على العباد لكن حمدا لله أن إمارة المؤمنين الركيزة الأساسيبة للحكم لم تسمح للفتوى إلا للمجلس الأعلى للعلماء وأعطت تعليماتها السديدة في تأهيل الحقل الديني وتوعية المسلمين بخصوصيتهم المغربية وانفتاحهم على الديانات بما وجب الإحترام والتقدير .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي