السيد دونالد ترامب الذي يتهيأ لترشيح نفسه للرئاسة صرح بدعوة المسؤولين في الولايات المتحدة باتخاد التدابير اللازمة لفرض حظر شامل وكامل على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية أي أن المسلمين في العالم متهمون أمام السيد دونالد ترامب ولايطيق التعايش معهم جنبا إلى جنب وخاصة داخل البيت الأمريكي (…) مستخدما في دعوته كلمة ” الكراهية ” التي ألصقها كتهمة قاطعة بالمسلمين تجاه الأمريكيين فهل الشعب الأمريكي والمسؤولين السياسيين يصدقون ما أعرب عنه دونالد ترامب الذي يبحث عن كرسي البيت الأبيض بدعم من الحزب الجمهوري في الإستحقاقات الرئاسية ؟
نحن ضد الإرهاب بجميع أشكاله , والدولة الأمريكية تعلم جيدا بأن ما يحدث ليس صنيع المسلمين , والشعب الأمريكي رغم تضليل بعض القنوات الإعلامية على دراية كافية بأن العمليات الإرهابية لايقوم بها إلا غلاة في الدين والمتشددين وأصحاب المصالح الإقتصادية والسياسية ويبقى الإسلام دين التسامح كما هي تعليمات رسول الله صاحب الفضيلة ومدرسة الأخلاق التي لا يمكن أن تسيئ لأي كان من البشر والحجر والشجر وما يصدر عن الآدميين فهو صنيعهم وليس صنيع دين الله والمسلم الذي تربى على أخلاق القرآن لا يمكنه أن يفجر نفسه أو يقتل نفسا بغير حق أو أن يتسبب في أذى غيره … وحتى يجزم السيد دونالد ترامب في دعوته عليه أن يدرس التعاليم الإسلامية وأن يقرأ القرآن ويتفهم معانيه ويجالس العلماء والراسخون في الدين ويراجع سيرة رسول الإسلام القيم .
أما حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة اعتباطيا فالرأي مع فائق الإحترام اعتباطيا لا يجدي في شيئ لكون التراب الأمريكي يعج بالمسلمين الأمريكيين أنفسهم إلى جانب المسلمين الوافدين من أقطار العالم واختاروا بإرادتهم العيش والتعايش والمحبة والسلام في هذه الأرض الطيبة ومستعدون الدفاع عنها باعتبار بلد الإستقبال بلدهم الثاني وكثير من الجاليات العربية والمسلمة تعايشت مع الأسر والعائلات الأمريكية وأنسجت علاقات صداقة وتصاهر وتكونت بينهم أسر وعائلات , وتصوت في انتخابات المجالس وتدلي بصوتها في الإستحقاقات الرئاسية وتشتغل وتدفع الضرائب على غرار باقي المواطنين وترفع العلم الأمريكي عاليا .
السيد دونالد ترامب , ما يغيب عن وجهة نظرك ودعوتك أن المسلمين في أمريكا أول من يشجب العمليات الإرهابية ويمقتونها ويكرهون فاعليها ومتأكدون بأن الإسلام والمسلمين أبرياء من هذه التهمة الملفقة باسم ” الله أكبر ” التي بدت ذريعة جاهزة وصكا لاتهام المسلمين والإسلام بالإرهاب والإجرام وشحن الأمريكيين وترهيبهم من المساجد وأصحاب اللحي والجلباب فكل هذه الأمور فزاعة لا تخدم إلا بعض المصالح لأن الواقع الحقيقي تعرفه جل الأديان السماوية التي تبنى على المحبة والسلام وقيم الأخلاق ومن له أخلاق لايمكنه أن يسرق وكذب أو يقتل ولايمكنه أن يفرق بين الناس في اللون والعرق ولا يمكنه أن ينشر بين الناس الضلال .
الولايات المتحدة الأمريكية بلدنا جميعا علينا تكثيف الجهود لحمايتها من ” الداعشيين ” الأنذال ومن كل من سولت له نفسه أن يتاجر باسم الدين خاصة المسلمين ويبقى الداعشي إرهابي مجرم خارج من ملة الإسلام وخارج عن إجماع المسلمين .
حسن أبوعقيل – صحفي