خيوط التماس :
كيف نعيش في بلدان مضيافة , دول فتحت أبوابها لاستقبال المغاربة سواء من خَرَجَ مُكرها أو من ركب البحر إلى الشط الآخر أو من أتيحت له فرصة الهجرة قانونيا ونستخسر فيهم كلمة ” الوطن الثاني ” بعد عناقهم لكل قضايانا ومشاكلنا وخصاصنا وهمومنا وسخروا لنا كل حاجياتنا من مأكل وملبس من مدارس وجامعات من عمل وتوظيف ومن صحة وتطبيب ودواء ومن الإعتراف بكرامتنا كبشر على هذه الكرة الأرضية ومدوا لنا كل الحقوق حتى لمسنا الديمقراطية فجلسنا جنبا للوزراء وجلسنا مع الرؤساء .
كيف للبعض أن يثوروا علينا لتسييس كلمة ” الوطن الثاني ” وجعلوا منها كلمة مُجَرَّمَة دون فصل قانوني متجاهلين عنوة قراءتهم أن الوطن الأول هو البلد الأم أي أنه يسكن فينا وأنتم تسكنونه فقط …….
عندما نقول أن بلد الإستقبال وطن ثاني فإنه فعلا وطن ثاني , فعمرنا قضيناه بين أحضانه بمره وحلوه , ويبقى الوطن الأول الأم التي ولدتك والوطن الثاني الأم التي ربتك وهذبتك وأعطتك كل الفرص المتاحة للعيش الكريم , لكن يبقى وطنك الأول يجمعك وأهلك وأحبابك وأصحابك والتربة التي ولدت فيها .
سبب كتابة هذه السطور أن الأمير هشام العلوي علق مباشرة بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن قائلا : ” سعيد بأن وطني الثاني الولايات المتحدة قد استعاد روحه الحقيقية ” تفاجأت باندفاع مقصود ممن سخروا لإسالة المداد ضد هشام العلوي فمنهم من اعتبر الأمر خيانة للوطن لكن في المقابل الكثير من أبناء الشعب يعرفون جيدا هشام العلوي إبن هذا الوطن وإبن عم الملك وصديق الملك فلن توسعوا الهوة والتفرقة , علما أن 5 مليون مهاجر يعبرون بأعلى صوتهم داخل المغرب وخارجه بأن دول الإستقبال وطن ثاني بحكم عيشهم ومعيشتهم والجنسية التي يكتسبونها , وهنا أتساءل لمن جعل قلمه يندقية في وجه الأمير الذي اختار الهجرة طواعية واختار أن ينعم بدوره بالحلم الأمريكي , فدخل الجامعة ودرس وتخرج ونال شواهد عليا واليوم يحمل دكتوراه من كبريات الجامعات باسم مواطن مغربي تألق تربية وتعليما وبفضل تجربة سياسية مكنته اليوم أن يلقي محاضرات بدعوة من عمداء الجامعات الدولية.
هشام العلوي ليس كما يراه بعض المتطفلين والإمعة , عليهم أن يروه بعيون المفكرين الكبار من جامعيين وأكادميين في برينستون وهارفرد وأوكسفورد وديفيس كاليفورنيا وعليهم أن يروه من خلال سلسلة الندوات الفكرية التي تهافت عليها عدد كبير من الأساتذة المحسوبين من العيار الثقيل في فرنسا وأنجلترا و دول أوروبية وعربية , ناهيك عروض من كندا توقفت بحكم الجائحة كوفيد 19 .
أسيف لبعض الأقلام التي لا شغل لها ولا مُشغل غير صحافة الكرسي بالمعنى السلبي والتي تشتغل بطريقة نسخ ولصق – ولا تحشم على عرضها – حيث تقوم مقام المتربص أو القناص وأصبعه على الزر حيث مباشرة بعد تدوينة هشام العلوي أطلقوا وابلا من الردود على مواقعهم الإلكترونية يحسبون أنهم يحسنون صنعا فحين الدكتور هشام العلوي غير مبال لهم ولما يخططونه وينشرونه , فعوضا أن تنقلوا غيضكم باسم الوطنية فأمامكم أمينتو حيدر التي تتطاول على الوطن الأم وهي في قعر الدار تتهم المغرب بدولة الإستعمار وبشتى النعوث ولا أحد منكم يتجرأ في استعمال سلطة القلم إلا الناذر .
باعتباري مواطن مغربي مهاجر على غرار 5 مليون مغربي في دول الإستقبال فإننا نعتبر البلد الذي نعيش فيه ويحترم كرامتنا ومنه نرسل تحويلاتنا المالية وطننا الثاني ونفتخر به على أساس أن الوطن الأم نحمله في قلوبنا ويسكننا .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل