مسرحية تكرر وتستأنف بلوحات جديدة ومشاهد وفصول على مقاس الأحزاب المغربية بما تمليه السياسة العامة للدولة ويبقى الشعب المغربي من يدفع ثمن فرجة الواجهة والتغني بالديمقراطية وما يرافقها من الحقوق والحريات مع استبدال للعناوين والشعارات عند كل انتخابات .
فالحكومة الحالية – في عدها العكسي – التي يرأسها عبد الإله بن كيران , لم تأت بالجديد ولم تحقق حلم الذين صوتوا على حزب العدالة والتنمية ليحتل منصب الريادة باعتباره حزب لم يشارك في تدبير الشأن العام جنبا لحكومات الذل والعار الأمر الذي جعل رغبة المواطنين في التجديد والإصلاح , الدفع بحزب المصباح ليحتل الرتبة الأولى ليتزعم الحكومة برئاسة عبد الإله بن كيران .
فالبرنامج الحكومي الذي نال التصويت بالإجماع داخل البرلمان المغربي , لم يتحقق منه ولا ذرة من الأولويات فالحال أصبح أسوء مما كان عليه , فالشعب المغربي في انتفاضات احتجاجية ضد الحكومة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى غرب البلاد ومن جهة أخرى فالحكومة اخترقت الدستور ومكتسباته واستخدمت تقنية مشاريع القوانين فأجهزت على مغاربة الخارج بالضربة القاضية بمباركة الأحزاب والبرلمان بغرفتيه كما نالت من العدالة بمجموعة قوانين تهم السلطة القضائية واستفزت الطبقة العاملة بنظام لا يستجيب لإصلاح صندوق التقاعد وأثقلت كاهل المواطنين بارتفاع الأسعار وتمكنت من تفقير الطبقة الوسطى وتدويبها من أجل إغناء اغنياء البلد من اقتصاديين ومستثمرين ومحتكري القطاع وأجهضت حرية الرأي والتعبير من خلال قوانين حمالة أوجه والتي يختلط فيها قانون الصحافة بالقانون الجنائي وتكييف القضايا حسب الأهواء ونصرة صحافة الخنوع بالدعم المالي والإشهاروالإعلانات العمومية وانتقلت إلى تمييع الحياة الإجتماعية من خلال إعلام القطب العمومي بالبرامج الفاسدة والمسلسلات الساقطة أما مجال كرامة المواطنين فحدث ولا حرج , فالحكومة وافقت على استيراد الأزبال مند العام 2015 بتوقيع من الوزير عمارة ثم فضيحة الوزيرة حكيمة الحيطي التي لم تجد بدا إلا الإنتقام من الشعب المغربي باستيرادها 2500 طن من رزم الإيكولوجية – أزبال نابولي – التي قال عنها الخبير القضائي الإيطالي السيد باولو رابتي” أن هذه الصفقة جد خطيرة لكونها سامة تؤثر على البيئة وعلى صحة المغاربة ”
وأضاف الخبير : ” أن إحراقها بأوروبا جد مكلف ويتطلب أفران ذات تقنيات عالية ومجهزة لكونها تنتج غاز الدوكسين وإبقاءها في أوروبا يكلف إيطاليا 120 ألف يورو يوميا ”
السيدة الوزيرة الحيطي لم تعر أي اهتمام لكرامة وصحة المواطنين ولم تهتم بالبيئة أكثر ما ستوفره الصفقة من مدخول بغلاف 118 مليون اورو رغم أن إيطاليا نفسها اعترفت بما تشكله النفايات من أخطار وسموم …يبقى الموافقة على إحراق هذه الرزمة من الأزبال تحقير للمواطنين المغاربة في الوقت الذي رفضت مجموعة من الدول إحراق النفايات الإيطالية داخل ترابها إكراما لشعوبها .
تبقى القائمة طويلة وعريضة لكون الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام ” كومندو” لا يحاسب ولا يطبق في حقه القانون والحكومات هي إفراز لأحزاب سياسية تتبادل الحقائب تحت ألوان اليمين والمعارضة بشعار يحمل لعبة التناوب من إنتخابات إلى انتخابات فلماذا نصوت من جديد ؟
الأمر الوحيد الذي يمكننا الإفتخار به هو الأجهزة الأمنية التي تحظى بالكفاءة والشهامة والحنكة من أجل ضمان سلامة البلاد وأهلها واستقرارها .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي