ونعيش الإستقواء والتحكم مع الأسف الشديد

عشنا مع فيلق من وزراء العدل ، ولا أحد تجرأ على المواطنين أو جمعيات المجتمع ‏المدني كما هو حال السيد عبد اللطيف وهبي وهو يصرح من داخل قبة البرلمان أنه ‏سيعمل على منع جمعيات الدفاع عن المال العام أو المواطنين رفع الشكايات ضد ‏السياسيين والمنتخبين .
السيد وزير العدل وهبي يتحدث بلغة التحكم والإستقواء متناسيا أن اختصاصاته لم ‏تعد كما كانت لدى الوزراء السابقين ، بل أن النيابة العامة لم تعد تحت قبضته ‏وأصبحت مستقلة عن وزير العدل وأن القضاة والشأن القضائي والمحاكمات ‏والتفتيش هو من اختصاص السلطة القضائية وليس وزير العدل‎ ‎‏ ، ويبقى التعاون ‏المشترك قائما بالطبع دون التأثير على أي مؤسسة وكل واختصاصه .
ونذكر المواطن بما تبقى من اختصاصات وزارة العدل الحالية حيث إختصاص وزير ‏العدل القائم على :
ـ الإشراف على الإدارة القضائية بالمحاكم‎.‎‏
ـ التدبير المالي والإداري للمحاكم‎.‎‏
ـ إعداد وتقديم مشاريع القوانين المرتبطة بقطاع العدالة ومجال اشتغال القضاة‎.‎‏
ـ توظيف الموارد البشرية من قضاة وموظفين، لتمكين المحاكم من القيام بعملها‎.‎‏
ـ الإشراف على المهن القضائية (المحامون، المفوضون القضائيون، الخبراء، ‏التراجمة، العدول، الموثقون ) .
ـ إنشاء البنايات وتجهيزها بوسائل العمل اللوجستيكية والتقنية‎..‎‏
فكل هذه الإختصاصات لا تسمح لوزير العدل أن يقفز على دستور تطبعه سلطة صوت ‏الشعب بلغة الإستفتاء و أي تعديل دستوري سيتطلب الجهة المختصة لتعديله ‏وباستفتاء لفيف مقرون بظهير شريف ، أي أن وزير العدل لا علاقة له بالتعديل أو ‏التحكم في رفع شكايات ضد المنتخب والسياسي الفاسد وأن السيد وهبي ليس الجهة ‏المكلفة بتعديل المواد الدستورية بما فيها الفصول التي تهم التقاضي وحق المواطن ‏في التبليغ والشكايات والوشايات والجمعيات من رفع شكاياتهم ضد الأضرار التي ‏تلحق بهم ، وكذلك هناك الفصول الرامية للرقابة والتبليغ والتي ليس لوزير العدل ‏سلطة عليها .
لا أعرف هل السياسة أدابت المعرفة القانونية والحقوقية لبعض الوزراء ، وأبانت ‏ضعف بعض مستشاري الدواوين خاصة عندما تكون رجل قانون أو ممتهنا المحاماة ‏وتغيب عنك ترسانة من المواد والفصول كما الحال للمادة 82 من قانون المسطرة ‏الجنائية في فقرته السابعة .
كما أن التبليغ عن الجريمة يعد حقا للشخص من خلاله يمكن له مساعدة السلطات ‏العامة في القيام بواجبها المتصل بمكافحة الجريمة والفساد وهذا يدخل في إطار قانون ‏رقم 37-10 ياسيادة الوزير .
محاولة تكبيل حق الجمعيات المدنية والمواطنين من رفع شكاياتهم أو التبليغ عن ‏منتخب فاسد أو سياسي فاسد يضربالدستور والقوانين الجاري به العمل والإلتزامات ‏الدولية في مجال مكافحة الفساد ولا يمكن بأي حال من الأحوال التستر على سياسي ‏فاسد ومنتخب فاسد ، وحتى نكون على بينة فعلى وزير العدل أن يعود للأحكام ‏ومحاضر الشرطة القضائية ومن كان وراء الشكايات التي أطاحت بمنتخبين ‏وسياسيين فاسدين .
السيد وزير العدل خطابك في تخويل وزير الداخلية فقط رفع شكايات ضد المنتخبين أو ‏السياسيين بدلا ما أتت به القوانين ودستور المملكة ، فهذا أمر يُفعِّله السيد وزير ‏الداخلية منذ زمن وليس بجديد ووزير الداخلية أبان عن كفاءته في الوصاية وتدبيره ‏للشأن العام وتقديم العديد إلى العدالة التي قالت كلمتها الأخيرة .
يبقى السؤال المطروح هل وزير العدل يريد بنا ردة حقوقية بعد المكتسبات التي ‏تحققت في دستور المملكة الجديد ؟
السيد وزير العدل أحيلك على قراءة الفصل 12 من دستور المملكة ربما سقط سهوا ‏من ذاكرتكم المهنية ودخولكم لعالم تدبير الشأن العام التي تحكمه سياسة متسرعة ‏يطبعها الإستقواء والتحكم .
الفصـل 12‏‎ ‎‏
‎ ‎تُؤسس جمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية وتمارس أنشطتها ‏بحرية، في نطاق احترام الدستور والقانون،
‎ ‎لا يمكن حل هذه الجمعيات والمنظمات أو توقيفها من لدن السلطات العمومية، إلا ‏بمقتضى مقرر قضائي ،
‎ ‎تُساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام، والمنظمات غير الحكومية، في إطار ‏الديمقراطية التشاركية، في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة ‏والسلطات العمومية، وكذا في تفعيلها وتقييمها. وعلى هذه المؤسسات والسلطات ‏تنظيم هذه المشاركة، طبق شروط وكيفيات يحددها القانون‎.‎‏
‏ يجب أن يكون تنظيم الجمعيات والمنظمات غير الحكومية وتسييرها مطابقا للمبادئ ‏الديمقراطية.
السيد وزير العدل واصل أنشطة وزارتكم في استقبال مسؤولين أجانب ، وصرح لهم ‏بما شئت ، وخذ صورا تذكارية تبقى شاهدة للمستقبل علما أن الإستقبال مكلف من ‏أموال الشعب ولا يخدم مصالح جيوب المواطنين والمتقاضين .
سيواصل المواطن القيام بدوره بعيدا عن الأغلبية البرلمانية المريحة وبعيدا عن ‏المعارضة البرلمانية التي لن يتحقق دورها لضعف الأصوات وعدم الإنسجام وفقدان ‏ثقة الجمهور .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل