وحدة الجالية المغربية في الخارج أمر ملح

بعد غزوة الأحزاب المغربية وحكومة بن كيران التي دمرت حلم مغاربة الخارج وأفرغت تعليمات الملك من محتواها وضربت المكتسبات الدستورية  عرض الحائط  لم تشارك الجالية في الإنتخابات لا ترشيحا ولا تصويتا  بعدما رفضت الإهانة المذلة والتي جسدتها آلية التصويت بالوكالة … على أي أن تارخ مغاربة الخارج صفحاته مشرفة  ليس على المستوى الإقتصادي من خلال تحويلاتها المالية ولكن من خلال الروح الوطنية التي  يتمتع بها الأفراد والتي ترجمها السواد الأعظم في رفع الأعلام المغربية في كل المحافل الدولية ومواجهة أعداء الوحدة الترابية والرد على كل من سولت له نفسه  تشويه سمعة البلاد  .
ما يحز في النفس  , أن اغلب الجاليات العربية شاركت في انتخابات دولها إنطلاقا من دول الإستقبال , فالجمهورية المصرية  رغم الأحداث والبنية التحتية الغارقة في مستنقع الضياع شاركت جاليتها في انتخابات مجلس النواب  وأعطت المثل للمغرب ولكل من يتحجج بالوسائل التقنية  أو بمبررات واهية  .
فقد حان الأوان لمغاربة الخارج أن ينسقوا فيما بينهم رغم الإختراق المكشوف من قبل  بعض هواة  كتابة التقارير المغلوطة والتي تساير ركب الأحزاب الساقطة  والمتاجرة في ملف  الجالية  وتناور من أجل  كسب الرضا  ولو تعلق الأمر بالسمسرة باسم الوطنية  وتقديم أسماء شريفة على أساس أنها مشاكسة  ومشكوك فيها (…)
مغاربة الخارج  وجدوا في دول الإستقبال ما لم يوجد في الإدارة المغربية , فقد وجدوا  الصدر الرحب  والباب المفتوح من  أجل تقريب الإدارة من المواطنين  تأكيدا  للمسؤولية  وجدوا الكرامة وحقوق الإنسان والتدريس العمومي والجامعي  وتشجيع كل المواطنين على التحصيل والشواهد العليا في جميع الإختصاصات فوجدوا العمل والسكن فكان ولابد من الإندماج ,   إنهم يحترمون القانون يقدسون دستورهم  والمواطنون سواسية كأسنان المشط .
فرغم المعاناة التي تعيشها الجالية المغربية داخل الوطن بدءا من نزول الطائرة أو وصول السيارات إلى الحدود المغربية  وحديثي هذا بعيدا عن أضواء كاميرات القطب العمومي  لأن الواقع يختلف تماما عن الخطاب الرسمي والمجيش بتقارير إخبارية بغية التمويه والإطراء وتبييض  الواجهة  كما هو الحال مرة في كل عام تحت شعار ” مرحبا ” .
واقع مغاربة الخارج في الداخل مرير مرارة العلقم  قضايا في المحاكم عالقة تتأرجح بين الأحكام والتنفيد وتتلاعب بها  بعض الأيادي التي استحلت المتاجرة والربح الوفير  . فالمستثمرون  ضاعت آمالهم أمام النصب والإحتيال والإستقواء بعصابات  الشطط  والترهيب  وفبركة ملفات من الطراز الثقيل  … وحتى الوثائق الإدارية  تستعصي مع الروتين والتماطل  وغياب الشباك الواحد و تداخل المسؤوليات  دون المراقبة وسير الهرم الإداري  فتضيع العطلة ويضيع المهاجر .
أليس من حق مغاربة الخارج أن يعانقوا بعضهم بعضا ويندمجون داخل دول الإستقبال بعدما لفظتهم القوانين التنظيمية  من الحقوق والكرامة  وأهانتهم الأحزاب والحكومة  :
– أنيس بيرو  اتهم  الجالية باللصوص
– إدريس اجبالي  اتهم  النساء المهاجرات بالبغاء والشرمطة
– إدريس اليازمي اتهم مغاربة الخارج  بالزماكرية  وسائقي الطاكسيات
– عبد الإله بن كيران يقول ”  لا يهتم بأمر السياسة بالمغرب إلا الفاشلين من مغاربة الخارج ”
المغاربة المقيمين بالخارج ليسوا مهمين بالنسبة لنا كحكومة وكدولة بسبب التحويلات المادية التي يحولونها لبلدهم ” 

فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل – صحفي