وتعود العلاقات المغربية الإسبانية  كما أرادها المغرب

خيوط التماس :
بعد الإحتقان البارد الذي شهدته  العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية ،  تفهمت إسبانيا الموقف  المغربي من إسبانيا حول قضية الصحراء المغربية  المتأرجح بين هنا وهناك  الأمر الذي رفضه  ملك المغرب  معلنا رأيه الصريح  حول  الكر والفر الذي تتبناه المملكة الإسبانية في تعاملها بخصوص الوحدة الترابية للمغرب .
فقد وجه ملك المغرب رسالة مشفرة خلال الذكرى 46 للمسيرة الخضراء  يقول فيها : ” من حقنا اليوم أن ننتظر من شركائنا مواقف أكثر جرأة ووضوحا بخصوص وحدتنا الترابية ”   فهذه الكلمة السامية  لم تكن صيحة في فراغ بل كانت درسا لكل من  عادى المغرب في  حبة رمل من صحرائه أو أي قطعة من أرضه  ، وأن العلاقات لن تكون إلا مع من  يكون مع المغرب  وأن يكون واضحا في مواقفه  وألا يلعب على حبلين .
إسبانيا تفهمت القولة بعد أن درست كل جوانبها وما تخفيه السطور وما بينها .
التصريحات الأخيرة للدبلوماسية الإسبانية حول  الإعتراف بالحكم الذاتي كحل نهائي  تطور جديد يفتح الباب لعودة القناة الدبلوماسية وعودة  الحوار من حسن لأحسن ، فقد استقبل المغرب هذا الإعتراف بصدر رحب أعاد خلاله سفيرة المملكة المغربية السيدة كريمة بنيعيش إلى مكتبها بمدريد العاصمة معلنا عودة العلاقات من جديد والتي ستحافظ على تاريخ المملكتين والشعبين
   مع رفع العلم المغربي مرفرفا عاليا  .
إن عودة إسبانيا للعلاقات المغربية أتى بعد الإعلان الصريح أمام الرأي العام الدولي أن الحكم الذاتي قرار حكيم من المغرب ومقترح ملكي للحل السياسي وهو اعتراف ضمني بمغربية الصحراء .
فعودة إسبانيا للعلاقات المغربية أتى كذلك  مقرونا بالسياسة التي أقدمت عليها الجزائر في وقف أنبوب الغاز الرابط بين بإسبانيا والبرتغال عبر المغرب ، ما خلف أزمة داخلية إسبانية حيث لم تجد إسبانيا بدا إلا الولايات المتحدة الأمريكية ومدها بالغاز ، وقد اعتبرت إسبانيا أن إقدام الجزائر على توقيف الأنبوب خيانة إقتصادية في علاقاتها مع المملكة الإسبانية .
إن التغيير في أسلوب المغرب المعتاد دبلوماسيا ، أعطى مفعوله وتأكد العمل بالمثل أصبح من الضروريات والأولويات خاصة أن بعض الدول كانت تتجبر في علاقاتها وتسيئ الظن بالآخرين وتحسب نفسها أنها تحسن صنعا ، لهذا اختار ملك البلاد الشفافية والوضوح واللون الرمادي منبوذ .
فاصل ونواصل
حسن أبوعَقيل