اليوم تحل ذكرى انتفاضة مدينة وادي زم التاريخية ،،يوم 20 غشت سنة 1955 انتفضت مدينة وادي زم عن بكرة أبيها بما فيها قبائل السماعلة وبني خيران وبني سمير ضد المحتل الفرنسي مطالبين برحيله وعودة الملك محمد الخامس من منفاه ،، وادي زم المدينة الصغيرة التي أنشأ بها المحتل تكنة عسكرية لموقعها الاستراتيجي بهضبة ورديغة حتى يستطيع التوغل بجبال الاطلس والقضاء على المقاومة وسماها فرنسا الصغرى حتى انه أقام بها بحيرة على شكل خريطة فرنسا مازالت موجودة لليوم ،، وادي زم المجاهدة اثارت دهشة العالم بمقاومتها البطولية ولقنت المحتل درسا في الوطنية والمقاومة لن ينساه ،، أحداث بطولية سجلها التاريخ بحروف من ذهب ، ثورة أرعبت المحتل وقلبت كل الموازين والحسابات وأرغمت الحكومة الفرنسية على تغيير موقفها ،انتفاضة كبدت الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد فاقت خسائره بمناطق متفرقة بالبلاد ،، وادي زم قدمت مئات من أبناءها وبناتها فداء للوطن والحريّة ،،سقطت عائشة بنت علال كاول شهيدة بوادي زم وأعدم البطلين بن دَاوُدَ الغزلاني السميري ومحمد بن عيادة السمعلي في نفس اليوم بعدما اصرا على عدم الهروب والاختباء وظلا بالمعركة بمواجهة الرشاشات ومئات الجنود الى ان قبض عليهما وأعدما رميا بالرصاص في المكان واللحظة ،، بعد أشهر من انتفاضة وادي زم احتفل المغرب بعودة ملكه محمد الخامس وباستقلال أراضيه ،،،وغداة استقلال المغرب سنة 1956 لقّبت وادي زم بمدينة الثورة والشهداء ،، جاء بجريدة لوموند بتاريخ 23غشت 1955،،: “ان مذبحة وادي زم تسمح لنا بان نكون على اطلاع وإدراك تام بخطورة الوضع في شمال إفريقيا وذلك بشكل يفوق ماتوضحه لنا عشرات الاجتماعات والمؤتمرات . ان هذا الحدث المروع يؤكد لنا مدى العنف والهمجية التي تطبع ذلك الصراع العنيف والآن يمكننا ادراك جسامة العمل الذي يجب القيام به لضمان سلام دائم في أوربا،، ان المعارك التي دارت بوادي زم تعتبر بحق معارك طاحنة يقوم بها الثوار ذوو عزم شديد ومصممين بكل ارادتهم لتحرير الوطن وإعادة سيادته وكرامته وتعتبر هذه المعركة الأكثر خطورة بافريقيا الشمالية من حيث الشكل والجوهر” وبتاريخ 24غشت 1955 جاء في صحيفة الفيكارو: “أجمعت الصحافة الدولية بان معارك وادي زم وضواحيها لتعتبر معارك طاحنة لا يمكن ايقافها الا بشرط لا بديل له هو الاستقلال” لقد كان لانتفاضة وادي زم مدينة الشهداء دور كبير وتاريخي في استقلال المغرب ،، لكم يا أبناء وادي زم ان تفخروا بمدينتكم المجاهدة و بذكرى عشرين غشت ،،، ،،، وانت تمر قرب مقبرة الشهداء لا تنس ان تقرأ الفاتحة لأرواح أجدادنا الطاهرة ،، فلولا شجاعتهم لما تحرر الوطن ،، ربما نشهد يوما اهتماما حقيقيا بمدينة الثورة والشهداء التي طالها الإهمال والتنكر لتاريخها البطولي ،،
بقلم : د. زهرة عز