نزوح الطفولة المغربية إلى سبتة المحتلة


كان منتظرا أن يعيش المغاربة حراكا من هذا النوع الإختياري ، حيث تجتمع فيه الكلمة الواحدة والمكان والزمن ، دون إغفال صفارة الإنطلاق .
والغريب في الأمر أن الحدث كان معلنا عنه عبر وسائل التواصل الإجتماعي ما أسقط عنه الصبغة السرية ، فكانت السلطات بدورها على علم بكل التفاصيل ما جعلها تأخذ كل التدابير اللوجستكية والأمنية ، وكانت الصحافة حاضرة في عين المكان لإطلاع الرأي العام بما يجري ويدور .
هبت عاصفة مسيرة جماعية مكونها الطفولة المغربية ( قاصرين )  وشباب يحمل شغف الضفة الأخرى ويتبنى الهجرة من أجل مستقبله بدلا من العيش الضنك داخل الوطن .
الحديث هنا لأطفال وشباب ذكورا وإناثا ، يحملون نفس الهم ، يصرحون بما دفعهم لاختيار دخول المدينة السليبة ومنها إلى إسبانيا .
لقد سجل التاريخ  يوم 15 شتنبر 2024 حدثا مدويا في العالم تحت يافطة ” الهروب ” من الواقع البئيس من مر التدبير والتمييز والمحسوبية والزبونية ، أطفال يجهلون مستقبلهم أمام تحقير إخوانهم وآبائهم من ظلم البطالة والعطالة والتفقير ، واستفزازهم من قبل وزير العدل الذي تطاول على الجميع بمنحه كل الإستقواء والتحكم والدعم فمن وراءه حتى يتمادى دون توقيفه أو إقالته بسبب أفعاله الإستفزازية .
لقد أعرب القاصرون عن استيائهم من الأوضاع الكارثية التي شهدتها الساحة المغربية من هدم البيوت على السكان دون بديل  لتستفيد مافيا العقار ،فأصبحوا عرضة للرياح والسيول وأمام هول ارتفاع الأسعار لم تعد القوة الشرائية للأبوين من إعالة أطفالها ، فالأب حرم من تجارته المتقطعة والأم بدون مهمة ، ولم يبقى إلا الهجرة .
لقد قامت الأجهزة الأمنية بواجبها للحد من الهجرة اللاشرعية ، واعتقلت العديد من الأطفال والشباب ومنهم أفارقة ، لكن هل نحاكم هؤلاء باسم الهجرة السرية وهم فوق ترابهم الوطني ؟ فأين تقع سبتة المحتلة ؟
الأمر لايتعلق بالهجرة ، لكون الهجرة تنطلق من المياه المغربية إلى المياه الإسبانية وهنا يتدخل القانون ، وأما والحال على ما عليه فلايزال أطفالنا وشبابنا بالتراب الوطني والفصل 24 من الدستور في فقرته الأخيرة يقر ب ” حرية التنقل عبر التراب الوطني والإستقرار فيه والخروج منه والعودة إليه مضمونة للجميع ” .
فرأفة بالطفولة المغربية المحرومة من حقوقها من تعليم وصحة وسكن ومرافق ، ورأفة بالأسر الفقيرة التي إذا أصبحت وأفطرت فإنها لا تتغدى ولا تتعشى وإذا مرضت لا تجد السرير ولا الدواء .
إن الأسباب الحقيقية لهذا النزوح هو التدبير الأعوج والتمييز بين الناس ، واستقواء غير مقبول من طرف المواطنين .