ناقوس خطر, للقاصة والروائية زهرة عز

عبثا نصبت محكمة على قارعة الطريق رافعة شعار الفوضى ، المتّهم لن يكون بريئا حتى تتمّ إدانته ،لمحوه مع غادته السمراء ، التهمة ثابثة ،خلوة مريبة مع سبق الإصرار والترصد،بل هي جناية لا تغتفر،خلوة أذكت غيرتهم وذكرتهم باستيهامات تزورهم فقط كطيف يتحايل على كوابيس تناقضاتهم وتعاستهم ، لقد أجرم الرجل والمرأة أخلّا بالحياء العام وخدشا وقارهم ،تواجدهما معاً أقام الدنيا ولم يقعدها وزلزل الأرض تحت أقدامهم بعيدا عن عيونهم التي يأكلها الغبن وهي تفترس كل أنثى تعبر بالخطأ دائرة نظراتهم وبعيدا عن كلماتهم البذيئة جَهْرًا وسرا وهي تحرّر مكبوتاتهم الدّفينة.لاحرج عليهم وهم يلتهمون الأنثى وليمة، توابلها ازدراء وامتهان وأذيّة.ثقافتهم الذكورية اختزلت الأنثى في الجسد فكانت شفاها وعجيزة، تواجدها مع رجل فضيحة وخدشا لحيائهم المقنع فوجب القصاص والعقاب . راجعوا المُلا عمر فأفتى بمائة جلدة هدية رمضان. لم تكتمل فرحتهم إلا بصراخ المذنب وعويل شريكته الشيطان ، فقد تغسل دماءهما بعضا من نذالتهم وتطفىء نار غيرتهم ، اعتقادهم الوهمي بامتلاك الحقيقة الوحيدة زادهم شرا وتحجرا،،صفعات وركلات وهراوات انهالت على المذنبين ، تصرخ المرأة بهستيرية محاولة تبرير تواجدها مع الرجل ، انا باحثة تواجدي هنا من اجل دراستي الجيولوجية بينما دماؤها ودموعها تتساءل عن المنطق والحكمة والرحمة في قانون الغاب الذي جاهر به الظلاميون ،، يموت ببطء ،،من لم يسافر،، من لايقرأ ،، من لايسمع موسيقى. كما قال الشاعر بابلو نيرودا ،،، في الحادثة البئيسة و الخطيرة ، شهدنا موتا كلينيكيا للعقل و الجوارح والبصيرة لوحوش أسقطت عنهم صفة الإنسانية . . كلنا معنيون وكلنا مسؤولون عن هذا التسيب الخطير والانفلات الأخلاقي. الذي يؤجج للتعصب والفوضى، النتيجة وخيمة العواقب إذا لم تتدارك بجدية، ونؤسس لكوابح مؤسساتية لتقويضها، بل للقضاء عليها،، قد تكون عاقبة التغاضي عنها، انهيار كامل لقيم المجتمع وانهيار لأسس الحداثة والديمقراطية،،ما سيدخلنا لا محالة في ظلمة قاتمة. وهي الظلمة التي ينتعش فيها الإسلام السياسي، وكافة الحركات الأصولية والمتطرفة .. ينتظرنا استدماج قيم حقوقية، إنسانية في البرامج الدراسية، ومناهج التعليم، والإعلام المرئي والسمعي، والورقي و الالكتروني، إشاعة ثقافة قبول الاختلاف في المظهر والفكر، وقبول التنوع الثقافي، تربويا وتوعويا، وهنا يأتي دور الفاعل الحقوقي،الفاعل السياسي، المجتمع المدني، مؤسسات التعليم والصحافة والأسرة ودور الشباب، من دون أن ننسى تشجيع التفكير الديني المعتدل، والتنويري .و مقاربة شمولية لظاهرة العنف واستباقها بتجفيف معاقلها ، والعمل على تشجيع المواهب على الخلق والإبداع. لأن الفكر الحر يحصن نفسه وبالتالي يحصن المجتمع ضد كل دخيل،. حادثة ‘جمعة سحيم’ عنوان فوضى تكرس لزمن العبث بامتياز، كل واحد يعتقد انه يمتلك الحقيقة المطلقة والواحدة، وإنه على صواب والمنزه عن الخطأ،، مفهوم الإقصاء والتعنت المجاني الذي يضر بالجميع. حادثة قد تكون ناقوس خطر يوقظنا من سباتنا لنتدارك كل تقصير وإهمال ،،،