من غشنا فليس منا


ذ.عبدالله مشنون
من غشنا فليس منا) حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وحتى لا) يذهب البعض في التأويل والبحث عن المقصود ب”نا” المرتبطة ب”غشنا” هل تتعلق بالأمة او الجماعة او القبيلة او العشيرة او الحزب…فقد صح أيضا عن النبي الكريم انه قال (من غش فليس منا) هكذا مطلق دون تقييد بانتماء معين كدليل على ان الغش خلق ذميم وصاحبه يسيئ الى مجتمعه بتحريف الواقع وتزييف الحقائق والتخوض في المال العام دون حسيب او وازع من ضمير. ان اكبر غش يقوم به الفرد او الجماعة هو استغلال ضعف المجتمع باستعمال ما يطمئن الناس لسماعه والرجوع اليه والتحدث بالدين وارتداء عباءة الصلاح وتصوير الآخر على انه السبب فيما وصلت اليه الأوضاع وان هذا “الغاش” هو السبيل الوحيد والطريق المستقيم(الاحزاب لا استثناء فيهم ) الذي جاء ليخرج الناس من ظلمات الجهل والفقر والمرض الى انوار الرقي والازدهار والحياة السعيدة. أكبر غش هو ان تبدأ حملتك الانتخابية بلعن الفساد ومن يحميه وتدفع بالآلاف من الشباب لقوارب الموت و الذي فقد الثقة و الآمال عليك والتعويل على عهودك حتى إذا بلغت الى مناصب التشريع والتنفيذ صرت انت الفساد نفسه وراكمت الأموال والامتيازات وبلغت في قهرك للشعب ما لم يبلغه من سبقك والنتيجة ان كل القطاعات الخدماتية غير مرضية لعموم المواطنين ولعل آخر ما لاح من غشك تقرير المجلس الأعلى للحسابات والذي كان كغيره من التقارير من نصيب الرفوف. فبالنظر لما خلصت اليه نتائج الافتحاصات من كوارث على مستوى التسيير والتدبير المالي تشكل غشا في المسؤولية بل ان بعض النتائج تهم صحة لمواطنين وسلامتهم من قبيل 3مراكز حليب فقط من أصل 2700 مركز لجمع الحليب في المغرب تطابق المعايير الصحية الشاي: يسوق بالمعايير الصينية التي لا تتشدد مع المبيدات والسموم الخضر والفواكه: لا تخضع لأية مراقبة لبقايا المبيدات عكس تلك المصدرة اللحوم: 4مجازر فقط مطابقة للمعايير الصحية من أصل 900 وبطبيعة الحال وتفاعلا مع هذا التقرير كما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة فأن السيد رئيس الحكومة شكل لجنة لدراسة واجرأة توصيات المجلس الأعلى للحسابات. والى حدود كتابة هذه الاسطر لا زال البحر يلفظ جثث ضحايا الهجرة السرية ويضيف مآسي جديدة بسبب الفقر والتهميش وانسداد الأفق امام الشباب في الوقت الذي تصارعت فيه الأحزاب وتسابقت وظفرت بمقاعد وزارية في إطار التعديل الحكومي الذي ثم والذي رفع له شعار “الكفاءة أولا”. وأخيرا أعتقد آن هناك سؤالا مشروعا أليس في مغاربة العالم بعض الكفاءات التي يمكن المناداة عليها للإفادة من خبرتها،أولم يبلغ بعض المغاربة في الخارج في الدول التي يقيمون فيها مناصب عليا على مستوى التشريع و التسيير أم أن هؤلاء الفئة هم خارج حسابات الحكومة و الأحزاب .والمؤسسات التي تمثل الجالية المغربية بالخارج والمقربين من القصر والمستشارين للملك.